The United States Abstained!

<--

الافتتاحية

الاثنين 13-12-2010م

بقلم رئيس التحرير: أســـــــــعد عبـــود

لا نراهن على الولايات المتحدة الأميركية، لكننا نراهن على منطق التاريخ وحتمية انتصار الحقيقة..

في إطار ذلك ربما فاجأنا أن تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت لمصلحة قرار الجمعية العامة المعنون «الجولان السوري المحتل».. لكننا مقتنعون أنه كلما أدركت السياسة الأميركية الصواب.. فلن تصوت إلا لمصلحة عودة الجولان المحتل إلى سورية.. ذاك هو المنطق الذي نفترضه عند كل صاحب منطق.. وإلا.. فما معنى أن يصوت مع القرار 167 دولة وتعارضه إسرائيل فقط؟.‏

هذا هو المنطق.. وهذا نقيضه.‏

يذكِّر القرار الجديد للجمعية العامة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981.. وهو واحد من قرارات الأمم المتحدة التي تلغي احتلال الجولان كلياً وتبطل كل الإجراءات الإسرائيلية المتخذة فيه.‏

هو قرار شديد الوضوح لا يحتاج أي شرح أو تفصيل.. وصادر بالإجماع الكامل عن أعضاء مجلس الأمن الدولي بمن فيهم الولايات المتحدة الأميركية.‏

بالمناسبة ليس في أدبيات السياسة الأميركية.. ما يعلن أي تراجع أميركي عن هذا الموقف.‏

إذاً.. لماذا تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت عن قرار الجمعية العامة الجديد الصادر بالأمس..؟!‏

هو قرار جمعية عامة.. يكرس الحق والعدالة.. ويجدد الموقف الدولي من الجولان المحتل.. وهو موقف مكرس في السياسة الأميركية.. وبالتالي لا يضيف تصويت الولايات المتحدة لمصلحة القرار أي عبء سياسي عليها.‏

أما امتناعها عن التصويت.. فهو يكرس عبئاً ثقيلاً على موقف دولة عظمى، يفترض أنها الدولة الراعية لمشروع السلام في المنطقة.. الذي هو بالأصل من تصميمها..!! عبء يتمثل بزيادة فقدان الثقة بالدور الأميركي.‏

الولايات المتحدة ما زالت رغم موقفها الهزيل من إسرائيل وضعفها أمام الضغط اليهودي الصهيوني.. تنشد ثقة دول المنطقة ولاسيما المعنية بقضية السلام.. بالأمس فقط قالت وزيرة الخارجية الأميركية إنهم مستمرون في مسعاهم لإقامة سلام المنطقة.. رغم الإحباط الذي أصابهم وأدى إلى توقيف مسعاهم لدى إسرائيل لإقناعها بتعديل مواقفها!‏

ثم.. إن الولايات المتحدة، بامتناعها عن التصويت تخرج عن السرب الذي يحلق فيه كل حلفائها وأصدقائها في العالم – باستثناء إسرائيل- !! ألا تعتقد الولايات المتحدة أنها بهذه الاستماتة من أجل إسرائيل قد تثير مواقف عربية صديقة لها؟!.‏

لقد أدان مجلس التعاون الخليجي بكل وضوح الصمت الدولي تجاه مواقف إسرائيل.. وأكد أن عودة الجولان إلى سورية هي المقدمة الأولى للسلام.. ولا سلام دونه.‏

السؤال:‏

لماذا يحرج الولايات المتحدة أن تخالف إرادة إسرائيل لمصلحة المنطق السياسي الذي تعرف أنه سليم، فتمتنع عن التصويت لمصلحة القرار في الجمعية العامة.. ولا يحرجها أن تتعارض في موقفها مع أصدقائها من العرب.. بل مع العالم كله..؟!‏

ذاك هو الموقف الذي يخلف عبئاً سياسياً وليس أبداً أن تظهر بكل وضوح موقفاً رافضاً للاحتلال ومحاولات ضم الأراضي المحتلة، وهو الموقف الذي نقدر أنه يمثل إرادة أميركا الحرة السيدة.‏

a-abboud@scs-net.org

About this publication