America’s Gentle Anger against Israel

<--

بتاريخ الثاني من هذا الشهر الاول في السنة الجديدة ، كشفت جريدة هآرتس الاسرائيلية عن “غضب “مكبوت وعميق لأمريكا على إيهود باراك وزير الحرب الإسرائيلي والذي لم نلاحظه بشكل يوحي أن أمريكا ستغير سياستها تجاه اسرائيل العصيّة”على غضب أمريكا . باراك أغضب أمريكا لأنه وعد ولم يوف ليكون”وسيطا بينها وبين نتنياهو “. تصوروا وسيطا ، لأن أمريكا لم تستطع لليوم من اقناع نتنياهو وحكومته للتقدم في عملية السلام . لقد كانت الوساطة إذن كغيرها من الوسطاء الامريكان غير فاعلة وربما غير جادة لأن الوسيط الاسرائيلي لم يحرك ساكنا لتجميد المستوطنات أو ربما “لم يمون”على رئيس وزراء إسرائيل . كان يراوغ ويخادع اوباما وهيلاري كلنتون كما يراوغ الفلسطينيين والعالم بأن اسرائيل تريد السلام .

يقال: إن أمريكا ستبدأ من جديد في التحركات وهي متأكدة أن نتنياهو الذي لا يستجيب لأحد ، وباراك الذي يخادع ، لن تسفر عن أية نتائج ايجابية وستظل المحاولات الجديدة والسابقة في مكانها ، مادامت سياسة إسرائيل التوسعية والاستعمارية بمواصلة بناء المستوطنات ثابتة وعنيدة ووقحة . ولا بد أن هناك وسائل أكثر فعالية في العلوم السياسية لحل المشاكل العالقة والتي ليس لها مثيل في العلاقات الدولية كالقضية الفلسطينية . وإذا لم تتفكك حكومة نتنياهو”الائتلافية”مع الاحزاب وأهمها حزب العمل وتحرك من”المعارضة”فان الحال سيظل كما هو ولن يكون لأمريكا وسيط اسرائيلي خاصة وقد خيّب باراك ظن أمريكا به وبقدراته . وحتى لو وجدت معارضة في إسرائيل فلن تحل القضية كما يجب وحسب القوانين الشرعية وقرارات الامم المتحدة ومنه القرار ات 242و338و194 وغيرها التي كانت في صالح الفلسطينيين .

والمضحك والمعيب أيضا أن السنين تمضي والتمثيلية تعاد ، والعالم الغربي يتفرج على وهم إقامة الدولة الفلسطينية. لقد وصل غضب الشعب الفلسطيني أوجه اليوم خاصة ووضعهم الاجتماعي يزداد سوءا كما أملهم في العمل الدولي المفروض أن يكون المرجع والوازع والنهائي لإعادة الأرض الفلسطينية لأهلها العرب . لقد أنكر العالم المتمدن الغربي الذي خلق المعضلة الفلسطينية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية على أرضه ، مثل هذا الغضب لن يهدأ وهو يقوم بحرب تحرير وطنية هدفها استرجاع أرضه .

أمريكا غاضبة على ابنها المدلل ، ويشهد التاريخ أناه الابن المدلل ولعلنا نذكر ما تحتفظ به وثائق التاريخ ، بأن أمريكا تحيزت للدولة الغاصبة منذ قبل انشائها بالتعاون مع بريطانيا العجوز .ويسجل التاريخ أنه بتاريخ14 أيار من عام 1948 أعلن الصهاينة قيام دولة إسرائيل ، وكانت أمريكا أسرع الدول وأول من أعترف بها وكان ذلك بعد 11 دقيقة فقط من قيامها . ولعل أوباما المثقف يشعر بالخجل من بلده امريكا التي استمرت بسياسة التدليل والتسمين والسخاء بالمال والدعم العسكري وبالدعم بجميع أشكاله . وحيث إن صوت أوباما الذي أطلقه في القاهرة لا يزال يرن في أسماعنا لإقامة الدولة الفلسطينية الطبيعية والقابلة للحياة والنمو كحق من حقوققه الانسانية والدولية نقول لأوباما ، لا تنفع سياسة أمريكا للان ، وما ينفع فعلا هو ايقاف هذه المساعدات العسكرية والاموال التي تقدمها لاسرائيل لتبني المستوطنات . موقف أمريكا التاريخي متحيز لأسرائيل ، ولا بد من تغيير هذه السياسة التي تزيد المحتل دلالا . ولعل صلابة الشعب الفلسطسني وايمانه بمقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة هي الانسب وليس إعادة المحاولات الفاشلة السابقة من مفاوضات مباشرة وغير مباشرة . الحل بيد أوباما الذي يرأس اقوى بلد في العالم ، فهل يفعل شيئا مختلفا في بداية هذا العام الجديد غير العودة لمحاباة إسرائيل ومواصلة السكوت عن جرائمها ضد الفلسطينيين . ؟.

About this publication