قمة ساركوزي وأوباما والشرق الأوسط
الاربعاء, 05 يناير 2011
رندة تقي الدين
هل يثير الرئيس نيكولا ساركوزي مع الرئيس باراك أوباما يوم الاثنين خلال لقائهما في البيت الأبيض موضوع لبنان وسورية
وإيران ومسيرة السلام؟
بالطبع هناك مواضيع مختلفة تهم الرئيس الفرنسي في طليعتها إدارة العالم على صعيد الأزمة الاقتصادية التي ما زالت تجتاح أوروبا والغرب خصوصاً، وانه يترأس مجموعة الـ 20 ومجموعة الدول الصناعية الثمانية. فساركوزي يهتم في شكل كبير في إنجاح هذه الرئاسة للمجموعتين كي تعطيه زخماً لترشيحه المتوقع عام 2012 لولاية ثانية للرئاسة في فرنسا. فساركوزي آتٍ لواشنطن ليقنع أوباما بضرورة القيام بإصلاحات في النظام الاقتصادي العالمي وهذه هي أولويته في هذا اللقاء. إلا أنه أيضاً يعوّل على دور لفرنسا على صعيد محادثات السلام الإسرائيلية – السورية وأيضاً على صعيد دفع محادثات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية. فباريس أعلنت خيبة أملها من الفشل الأميركي في دفع محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال ساركوزي أكثر من مرة إن كل ثوابت السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين معروفة ولكن المشكلة في النهج الحالي. ويرغب الرئيس الفرنسي في جمع مؤتمر واسع تشارك فيه دول كبرى مهمة وتواكب عملية السلام باستمرار للضغط على الأطراف.
ومواضيع البحث بين الرئيسين عديدة، فالأزمة في ساحل العاج تشغلهما ولكن قضية الشرق الأوسط وسورية وإيران ولبنان وتداعيات المحكمة الدولية قد تكون بين المواضيع التي ستثار في هذه القمة. فالإدارة الأميركية غير راضية عن نهج الرئيس ساركوزي في استقبال المعارضة اللبنانية مثلما حدث مع العماد ميشال عون. والإدارة الأميركية تختلف حول نهج الانخراط مع سورية مع الحليف الفرنسي. فصحيح أن الرئيس أوباما عيّن سفيره في دمشق ملتفاً على الكونغرس في إطار قراره بالانخراط لكن إدارته تعتبر أن باريس هرولت في فتح أبوابها واسعة لسورية وجعل علاقتها جيدة قبل الحصول على تأكيد من الجانب السوري حول استقرار لبنان وعدم تعطيل حلفاء سورية في لبنان عمل الحكومة. وباريس ترى انه لا يوجد تنسيق مع الإدارة الأميركية في موضوعي لبنان وسورية لأن نهج كل من فرنسا والولايات المتحدة يختلف في ما يتعلق بالبلدين علماً انهما متفقان على ضرورة استمرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وأن الإفلات من العقاب غير مقبول لقاتلي الرئيس رفيق الحريري مهما ضغطت المعارضة اللبنانية.
ولا شك في أن تداعيات المحكمة الدولية على الوضع في لبنان وتأثير إيران على «حزب الله» و «حماس» ستكون بين المواضيع التي سيثيرها الرئيسان لدى تطرقهما الى موضوع الشرق الأوسط. فباريس تريد تجنيب لبنان اندلاعاً أمنياً أو تأزماً للوضع فيه عندما يصدر القرار الاتهامي الذي قد يكون في شباط (فبراير) أو آذار (مارس) المقبل، وقد بدأت الجهود الفرنسية مع استقبال الرئيس السوري بشار الأسد في باريس عندما أكد ساركوزي أن خياره هو الاستقرار في المنطقة وليس الاضطراب. إلا أن هنالك لاعباً آخر على الأرض اللبنانية وله أهمية كبرى من حيث الأفعال المعطلة، وهو إيران التي أعلن مرشدها أن المحكمة الدولية باطلة وغير مقبولة. فعلى رغم أن لا أحد بإمكانه التدخل في عمل المدعي العام الدولي دانيال بلمار إلا أن محادثات أوباما – ساركوزي يوم الاثنين المقبل في البيت الأبيض ستكون مهمة بالنسبة الى الشرق الأوسط ولن تكون حاسمة لأي موضوع نظراً للاختلاف بين النهجين.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.