كبف نصنع العالم الذي نود ان نعيش فيه ..؟ وكيف نكون احد قادته ..؟ فلا يوجد في قاموس العزيمة والتصميم كلمة مستحيل..، نشاهد امريكا اليوم.. وهي على قمة هرم العالم.. فهي اقوى دولة عسكريا..و اقتصاديا..ويدور في فلكها معظم دول العالم.. ولكن الذين يستهينون بالتاريخ.. ويعتبرونه لغة الماضي فقط نقول: إن سيد البيت الابيض.. الان.. ذو بشرة سوداء.. وقبل خمسين عاما فقط كانت امريكا في قمة العنصرية والتفرقة فالقانون الامريكي كان عنصريا يفرق بين المواطنين الامريكيين.. بحسب لونهم.. فالسود عبيد والبيض هم السادة ..بل كان من المألوف ان ترى لافتات على بعض المحلات التجارية وعلى بعض المطاعم مكتوب عليها ممنوع دخول السود والكلاب.. وبقي هذا الحال.. الى ان جاءت شخصية ذات ارادة حديدية.. تؤمن بقدرتها على قهر المستحيل.. فقالت( لا) لذلك الواقع المعتم فكانت اشهر (لا) في تاريخ امريكا..فقد الغت العنصرية..؟ وغيرت مجرى حياة ملايين الناس ..واليكم ما حدث: – في احدى امسيات شهر ديسمبر سنة .5591. الباردة جمعت “روزا باركس” ذات البشرة السوداء.. والتي كانت تعمل خياطة..؟ وتجهزت للعودة الي بيتها بعد يوم من العمل الشاق المضني .مشت روزا في الشارع تحتضن حقيبتها.. مستمدة منها بعض الدفء اللذيذ.. ثم عبرت الطريق ووقفت تنتظر الحافلة العمومية.. كي تقلها الي منزلها . واثناء وقوفها كانت (روزا)تشاهد في الم.. منظرا مألوفا في امريكا انذاك.. وهو قيام الرجل الاسود.. من كرسيه ليَجلس مكانه رجل ابيض..؟ لم يكن هذا السلوك وقتها نابعا من روح اخوية.. او لمسة حضارية.. بل لأن القانون الامريكي.. انذاك كان يمنع منعا باتا جلوس الرجل الاسود.. بينما سيده الابيض واقف..؟ حتى وان كانت الجالسة امراة سوداء عجوز.. وكان الواقف شابا ابيض في عنفوان شبابه . فتلك مخالفة تغرم عليها المرأة العجوز..؟. كل تلك الممارسات العنصرية.. كانت تصيب (روزا) بحالة من الحزن.. والالم والغضب.. فالى متى يعاملوا على انهم اقل مكانة من البيض..؟ لماذا يحتقرون بينما البيض هم الساده..؟ لماذا يكونوا دائما في اخر الصف؟ لماذا يصنفوا مع الحيوانات ؟ لماذا….؟ ولماذا….؟ وعندما وقفت الحافلة استقلتها( روزا) وقد ابرمت في صدرها امرا..؟ فوجدت مقعدا خاليا فارتمت عليه وجلست تراقب الطريق الذي تأكله الحافلة في هدوء.. وجاءت المحطة الثانية..وصعد الركاب.. وبهدوء اتجه رجل ابيض.. الي (روزا) منتظرا ان تقوم له..بحسب القانون الساري في ذلك الوقت..؟ لكنها وياللعجب نظرت له في لامبالاة.. وعادت لتنظر الي الطريق مرة اخرى..ولم تغادر مكانها ..؟ ثارت ثائرة الرجل الابيض.. فكيف لا تقف هذه العجوز السوداء.. للسيد الابيض..؟ واخذ الركاب البيض.. بتوجيه الشتائم والمسبات الى ( روزا) والتوعد لها ان لم تقم للسيد الابيض..؟ لكنها ابت وقالت ( لا..) لن اقوم من مكاني ..واستغرب جميع ركاب الحافلة.. البيض والسود على السواء.. تصرف ( روزا) وقولها( لا) فما كان من سائق الحافلة.. الا ان اتجه الى قسم الشرطه ..كي تحقق مع هذه المرأة السوداء..التي ازعجت السادة البيض. ..وخالفت القوانين والعرف ..وبالفعل تم التحقيق معها وتغريمها 15 دولارا نظير تعديها على حقوق الغير …؟ وهنا انطلقت الشرارة… في سماء امريكا كلها .. ثارت ثائرة السود… في جميع الولايات المتحدة وبدأت الاضطرابات تهدد كل شيء… الا ان جمعيات السود سيطرت على الوضع ومنعت الفوضى.. ولكنهم قرروا مقاطعة وسائل المواصلات… والمطالبة بحقوقهم كبشر لهم حق الحياة.. والمعاملة الكريمة.. والمساواة بينهم وبين المواطنين البيض.. استمرت حالة الغليان ..مدة طويلة امتدت الي 381 يوما ..واصابت امريكا بصداع كاد يمزقها من الداخل… واصبحت على ابواب الحرب الاهلية ..؟ وفي النهاية خرجت المحكمة العليا… بحكمها الذي نصر(روزا باركس) في محنتها وتم الغاء ذلك العرف الجائر.. وكثير من الاعراف والقوانين العنصريه..؟واهمها الغاء التفرقة العنصرية بسبب اللون .. وتم احياء ذكرى الحدث التاريخي.. حيث اعلن مدير متحف هنرى فورد.. عن شراء الحافلة القديمة.. التي وقعت فيها الحادثه بمبلغ 492 الف دولار ففيها تم قدح زناد حركة الحقوق المدنية في امريكا للاستيقاظ… بحيث تعدل وضع السود..؟ .واصدرت روزا باركس.. وهي في الثمانين من عمرها .. كتابا سنة 1994بعنوان( القوة الهائلة) ذكرت فيه مشاعرها… في ذلك اليوم الشهير.. فقالت”تذكرت اجدادى وآبائي والتجأت الي الله… فأعطاني القوة.. التي يمنحها للمستضعفين.” وفي24 اكتوبر 2005احتشد الاف المشيعين.. للمشاركة في جنازة (روزا) رائدة الحقوق المدنية الامريكية.. التي توفيت وعمرها 92سنة.. اليوم الذي بكى فيه الملايين ونكس العلم الامريكي.. وتم تكريمها بان رقد جثمانها في مبنى الكونجرس ..حتى دفنها وهو اجراء لا يحظى به.. سوى الرؤساء والوجوه البارزة .. ماتت وعلى صدرها اعلى الاوسمة.. وفوقها جميعا وسام الحرية.. الذي اهدته لكل بني جنسها.. عبر كلمة(لا)وهي اشهر كلمة (لا) في تاريخ امريكا …؟ فقد سمحت لرجل اسود ان يصبح رئيس امريكا…؟ ترى هل يستطيع العرب قول (لا) وتغيير حياتنا ..؟ا انا شخصيا اعتقد انه يوجد في العالم العربي.. مئات مثل روزا باركس وسوف نسمع كلمة (لا) قريبا جدا باذن الله.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.