Return of the American Ambassador to Damascus

<--

بعد أن حجبته قرابة ستة أعوام قامت إدارة أوباما وبقرار منه شخصياً بإعادة سفير الولايات المتحدة الأميركية إلى دمشق في غياب الكونغرس الذي تصادف عطلته السنوية هذه الأيام.

وكان قرار تعيين هذا السفير قد اتخذه الرئيس الأميركي في شهر شباط الماضي وعرقلت تسلمه لمنصبه إجراءات الجمهوريين ومن لف لفهم من أعضاء الكونغرس المعادين لسياسة سورية العربية على خلفية تقدير بأن إرسال سفير لسورية يعتبر مكافأة لها، وهذا خلل في الفهم لديهم.

روبرت فورد هو سفير أميركي عمل في عدة دول عربية. وهو سفير يتحدث العربية، ويعتبر من الدبلوماسيين الذين يعرفون المنطقة، بالتالي فإن وجوده يسمح للطرفين بمناقشة الكثير من القضايا التي تهم البلدَين بشكل مباشر وواضح.

الدور السوري الذي تقر الولايات المتحدة بأهميته في استقرار المنطقة، والسياسة الداخلية والخارجية لسورية كدولة علمانية معتدلة شجع أوباما على أخذ زمام المبادرة بإرسال سفير رفض محافظو الحزب الجمهوري إرساله للمنطقة رغم إقرار لجنة العلاقات الخارجية لتعيينه.

إن وجود السفير الأميركي بدمشق سيمكن إدارة أوباما من سماع وجهة نظر مختلفة عما تسمعه عادة بشكل دائم من حلفائها في المنطقة، وسيقدم لها المعطيات التي تمكنها من رسم سياسة متوازنة وتتسم بالعقلانية والإنصاف.

إن وجود السفير الأميركي في دمشق هو مصلحة مشتركة وليس منحة أو منة من الولايات المتحدة الأميركية، بل يمكن القول إن مصلحة أميركا في إرسال سفيرها لدمشق أكبر من مصلحة سورية بعد أن اتضحت حقيقة القضايا التي شكلت السبب فيما يشبه القطيعة بين البلدين.

About this publication