Where Is the Secret?

<--

ســورية – أميركــا .. أيــن يكمـــن الســـر؟

الصفحة الأولى

الأربعاء 5-1-2011م

أســـعد عبــــود

عبر تاريخها، شهدت العلاقات السورية – الاميركية كثيراً من التوتر، لكنها دائما كانت محل بحث بدافع الحاجة،

ورغم التباين الظاهر في مستوى القوة للبلدين فقد عرفت كل منهما أهمية الأخرى في صيرورة أحداث المنطقة بشكل خاص، ومن بعدها العلاقات الدولية بشكل عام.‏

بعيداً عن الغوص في تاريخ هذه العلاقات وما شابها من توترات، وما عرفته من تطورات، وتعاملاً مع الراهن الذي لا يكاد يعرف كيف يعبر عن نفسه، لا نرى دعائم الثقة قامت بين البلدين ولا علامتها فقدت! ولا هي بالتأكيد لعبة عض أصابع.‏

لقد عرفت العلاقات السورية – الأميركية في الحقبة الماضية «ثماني سنوات هي فترة إدارة الرئيس الأميركي السابق جورش بوش» تراجعات بدت أحياناً دراماتيكية، وصلت حد التفكير باستخدام القوة المسلحة كما أشار العديد من الوثائق وكتب المذكرات، بل إن استخداماً للقوة قد حصل، زعم أنه نتيجة حسابات خاطئة «قصف مزرعة صغيرة قرب مدينة البوكمال» وكان له وقع سيّئ جدا على الموقف السوري من الولايات المتحدة وإدارة الرئيس بوش.‏

لقد أظهر الرئيس بوش ومعه الكونغرس في المرحلة الأولى من حكمه، قبل تغير الأكثرية من الجمهوريين إلى الديمقراطيين، الكثير من العداء لسورية، وأصدر الكونغرس قانونه المعروف لمعاقبتها، وسادت الإملاءات على كل مشروعات الحوار المحتمل.‏

السبب الرئيسي المدرك لهذا العداء، كان الموقف السوري من الحرب على العراق.‏

إدارة الرئيس أوباما جاءت ولديها وجهة نظر بحرب العراق خلقت إمكانات جيدة للتفاهم مع سورية. ولا شك أن ذلك عبر عن نفسه بتغيرات في الموقف الأميركي، ظهرت بشكل واضح في استبدال لغة الإملاءات بلغة حوار، مهما شهد هذا الحوار من معيقات رؤية، كثيراً ما تجعل من الصعب فهم اتجاه السياسة الأميركية من سورية. بل إن السياسة الاميركية من خلال ما يظهر من تصريحات ساسة ومعنيين ومؤسسات أيضاً تبدو متناقضة وبوضوح بخصوص موقفها من سورية، وغيرها من مواقف، لعله يأتي في إطارها ما قاله نتنياهو من أن الولايات المتحدة هي التي منعت وقف الاستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية! علماً أن المعلن هو ترويج أميركا لهذا الاتفاق، في حين نقل البعض أن الرئيس أوباما اعتبر ثمن الاتفاق غاليا على اميركا.‏

لا شك أن الرئيس أوباما أظهر بشكل ما، أكثر من مرة حسن نيات تجاه سورية .. لكن .. لا يبدو أنه مرتاح وكامل الحرية في رسم سياسة بلده، وتناقض التصريحات والمواقف الاميركية ربما يشير الى شيء من ذلك، كما هي التصريحات بشأن مرسوم تعيين السفير الأميركي بدمشق، والذي اعتبرته السيدة كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية في حديثها مع وزير الاعلام السوري الدكتور محسن بلال، مقدمة لتحسين منشود في العلاقات بين البلدين.‏

الطبيعي أن يكون كذلك، وإلا ماذا يفعل السفراء؟‏

لم يعد من الصعوبة بمكان رؤية الارتباك في القرار السياسي الأميركي، وتأثير ذلك على تطور العلاقات السورية الأميركية.‏

About this publication