Carter’s Lost Illusions

<--

كارتر و«نشوة الانفصال»

البقعة الساخنة

الثلاثاء 11-1-2011م

أحمد حمادة

الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر يرأس بعثة مراقبة دولية تراقب عملية الاستفتاء في جنوب السودان ، وطالما كان يمارس ضغوطه على الخرطوم للوصول إلى هذا اليوم ، وتناغماً مع الإدارة الأميركية التي خططت جيداً لانفصال جنوب السودان عن شماله ،

فإن كارتر رسم للجنوبيين أحلاماً وردية عن الديمقراطية المزعومة والحرية الموعودة والنهضة الكبيرة التي سينعمون بظلها فور إعلان استقلال دولتهم ، ولكن تصريحات الرئيس الأسبق التي ترافقت مع إطلاق الاستفتاء أول أمس جاءت بعكس ما كان يروج له في الماضي .‏

فقد رأى كارتر أن جنوب السودان سيواجه خيبة أمل عندما تتبدد «نشوة الانفصال» وتظهر الحقائق الصعبة لبناء دولة من الصفر ، وأن توقعات الجنوبيين الكبيرة كرفاهية اقتصادية فورية وتعليم ورعاية صحية لن تتحقق جميعها ولذلك سيكون هناك قدر كبير من خيبة الأمل ، ومن المؤكد أن كارتر كان يعلم ذلك منذ أمد بعيد ولكنه كان يزين للجنوبيين الصورة ليقع الانفصال ، وعندما اقترب الموعد كان لا بد من وضعهم أمام الحقيقة ليتعاملوا مع المخطط المرسوم للسودان وربما من أجل أن «يستميت » «الجنوب القادم » لطلب المعونة من أميركا وغيرها لبناء هذه « الدولة التي تبدأ من الصفر »!!‏

ولا شك أن كارتر وغيره من ساسة الغرب السابقين والحاليين سيواصلون تصريحاتهم ونصائحهم بأن دولة الجنوب المنتظرة تستدعي حتماً الاستعانة بالغرب والاستقواء به وستظل مشكلات ديون الجنوب وعملته ومؤسساته الوليدة وعلاقاته بالجوار وثرواته واثنياته واعراقه الذريعة الدائمة للتدخل في كامل المنطقة ورسم خرائطها، وبناء القواعد العسكرية على أراضيها ، وبذلك يكون المخطط قد استكمل حلقاته والأحلام الوردية ذهبت أدراج الرياح !!‏

About this publication