The Race for Lebanon

<--

السباق على «لبنان»! * نواف ابو الهيجاء

وحده – الرئيس الأمريكي – باراك اوباما من قام بالإعلان عن ترحيبه بتقديم لائحة الاتهام ( أو القرار الظني ) من الادعاء العام ( للمحكمة الدولية ) إلى قاضيها ، معتبرا أن ذلك يعني : أن الوقت قد حان لإنهاء عهد الإفلات من العقاب في لبنان . وكنا سنصفق لأوباما – أو لسواه من الحاكمين في النظام الدولي الجديد – والذين دائما ما يتحدثون عن وباسم ( المجتمع الدولي ) لولا أن اوباما – الرئيس الأمريكي – يواصل سياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي أولها مصادرة حقوق الآخرين والعدوان عليهم والاستيلاء على أوطانهم وإهانتهم وقتل مئات الألوف منهم دون مساءلة أو عقاب – كما حدث في العراق وفي افغانستان – وفي الوقت عينه تقوم هذه الدولة بكل اداراتها ومنذ أكثر من أربعة عقود بتوفير الحماية للمحتلين الصهاينة وتنجيهم من العقاب ما يشجعهم على اقتراف المجازر والجرائم بصورة متكررة ومستمرة – وآخرها – قرصنتهم في عرض البحر المتوسط . .

الإفلات من العقاب – عبارة ضرورية لكن من يدري أن لائحة الاتهام ( الظني ) صحيحة وغير مفبركة ؟ ولماذا هذا الترحيب الحار ( الأمريكي – الصهيوني ) بها وبالمحكمة الدولية ؟ وحتى من يتمسك بها ويباهي بصدورها من اللبنانيين إنا غير مقتنعين بها أو هم مدفوعون بمهماز كونهم من المرتبطين بالمحتلين فعلا لا قولا حسب .

ما مصلحة العالم عموما من تسييس محكمة بهذه الطريقة ؟

كلنا نبحث عن الحقيقة في اغتيال الشهيد رفيق الحريري ، ولكن لماذا توجيه الاتهامات دائما وجهة لايمكن أن تقترب – وان بنسبة ضئيلة – من المستفيد الأول من الاقتتال والاختلاف في لبنان ؟ أليس الكيان الصهيوني هو المستفيد الأول وربما الوحيد من الاضطراب في لبنان ومن محاولة نسف الكيان الوطني اللبناني كونه (نقيض ) الكيان الصهيوني ؟

وإذا كانت الإدارة الأمريكية حريصة على ألاّ يفلت المجرمون من العقاب فلماذا تقوم هي بحماية المجرمين الصهاينة من العقاب ؟ من يقف بوجه القرارات الدولية ؟ من يبعد تقرير القاضي غولدستون عن واجهة العرض والقراءة والقرار ؟

كم مرة استخدمت الإدارة الأمريكية ( الفيتو ) لحماية الصهاينة ؟ وكم مرة هددت باستخدام الفيتو لكي ينجو القتلة الصهاينة من طائلة المساءلة والعقاب ؟

نحن على يقين أن الإدارة الديمقراطية – التي قامت على انقاض الإدارة الجمهورية – لا يمكن إلا أن تتم ما بدأته تلك الإدارة – وان مهمة هيلاري كلنتون لاتختلف عن مهمة كونداليزا رايس ، وان المطلوب أولا وأخيرا حماية امن الكيان الصهيوني ولا بأس – لا بل من الضرورة بمكان إشعال نيران الفوضوى ( الخلاقة ) في المنطقة كلها ..

من ها نرى أن ثمة سباقا ماراثونيا بين الجهد العربي المخلص والجهد الصهيوني المجرم حول لبنان . لقد قيل إن المظلة السورية – السعودية للوفاق في لبنان كانت على وشك الوصول إلى الحل لولا المداخلة الفظة والمحمومة للإدارة الأمريكية – من كلنتون إلى اوباما شخصيا . لذلك نتساءل : ما مصلحة الولايات المتحدة في إشاعة الاضطراب وتهديد وحدة لبنان ؟ إنها المصلحة الصهيونية – الكامنة أيضا في تضليل العدالة وتوجيه الاتهام لمن عجز الجيش الصهيوني عن قهرهم ، بل ذاق على أيديهم مر الهزيمة والهوان وفي العام 2006 بالتحديد.

هناك سباق من اجل لبنان بين من يريد للبنان الخير والأمن والسلام والعدالة وبين من يبحث في تفجير لبنان الوطن والقضية . وليس خافيا على احد أن هناك تحالفا غير مقدس ، وهو تحالف استراتيجي أمريكي – صهيوني هدفه الأساس ضياع الحقيقة وتضييعها وبالتالي السعي إلى تضييع الحق العربي في لبنان كما في فلسطين.

هل تكون المداخلة العربية (( التي توسعت وانضمت إليها تركيا ) من يسحب ويعطل فتيل الانفجار في لبنان وفي المنطقة عموما ؟

نحن في الانتظار .

About this publication