American Terror in the Form of Guantanamo and Blackwater

<--

اضافت الولايات المتحدة جريمة اخرى في اطار المخطط الخبيث والبشع لتصفية القضية الفلسطينية باجتراح وسيلة قذرة اضافية لمساندة اسرائيل في تنفيذ مشروعها العنصري الشوفيني العدائي بترهيب الشعب الفلسطيني وابادته وتشريده وتحويل مدنه وقراه الى سجون كبيرة “غوانتنامو” جديد باعتماد استراتيجية تقوم على اختزال القضية في الجانب الامني فقط واسقاط الجانب السياسي والانساني والاخلاقي للقضية،،

وفي وقت مبكر من مطلع القرن الحالي ركزت امريكا على الحل الامني فكان اعتماد مندوب سام امني في الاراضي الفلسطينية هو الجنرال دايتون الذي هو صاحب الدور الوحيد الى جانب الموساد في الاحتواء والقمع والترهيب والترغيب ، واي كلام عن اي دور سياسي او اقتصادي لامريكا هو من باب ذر الرماد في العيون،،

الجديد اليوم هو تمكين الولايات المتحدة لعصابات شركة بلاك ووتر الامنية السيئة الذكر في مجال ممارسة الارهاب والتقتيل وبث الفتن ، وكل ما هو معلن امريكيا على الاقل عن مجازرها وعن تجاوزاتها على حياة الناس وعلى برامجها الارهابية التي نفذت في العراق.

وحسب ما هو معلن فالشركة تجند عصابات من المرتزقة الذين توكل لهم ادوار ويتبرعون بممارسة انتقام وتخريب واغتيالات وهو ما لا تقدر عليه القوات الامريكية كما كان يصف هذه الحالة وزير الدفاع الامريكي السابق رامسفيلد.

لا شيء يعدل هذه المصيبة التي اسمها بلاك ووتر التي انتقلت من العراق الى فلسطين الا وهذا التواطؤ والسكوت الفلسطيني والعربي عن ذلك ، وهو تطور غير منفصل عن مجمل السياسات التهديدية للارض وللتراث وللتطهير العرقي في فلسطين.

وما يؤلم اكثر هو ان كل التطورات لاستكمال جريمة اغتصاب فلسطين وشطبها كقضية هو هذه اللامبالاة تحت ستار مظلم من طوفان الخطاب الاعلامي والسياسي الذي تخصص في حجب القضية الفلسطينية ، وعلى سبيل المثال لم يكن غزو العراق واحتلاله قاصرا على كسر العمود الفقري للامة العربية وحرمانها من عمقها في المشرق العربي حيث العراق كان بروسيا العرب وكان قوة ممانعة لتصفية القضية ولذلك كان احتلاله هو من اجل تسهيل تصفية القضية الفلسطينية واما ما هو اكثر من ذلك فقد كان حدث احتلال العراق والصدمة والترويع والمجازر الدموية وضرب مقومات ومكونات العراق وكل ما هو مثير يوميا على مدى سنوات كان كل ذلك مقصودا للتغطية على مجريات القضية الفلسطينية حيث كارثة العراق اجتذبت اهتمام العرب والعالم اكثر من القضية الفلسطينية التي لم تعد القضية الاولى للعرب وعمليا لم تعد القضية المركزية لهم وانشغلت البلدان العربية في تقليع اشواكها ، وطغت احداث موسمية متواصلة كانت تغطي على القضية الفلسطينية وعلى التطورات المأساوية التي كان اخرها بدء استباحة ارض فلسطين المحتلة من قبل عصابات بلاك ووتر في ظل انشغال شبه كامل حاليا بالانفجار التونسي المدوي والمثير ، وفي ظل اجتذاب حدة الصراع في لبنان للاهتمام خاصة ما تضفيه البراعة اللبنانية الاعلامية من وهج واضواء على المشهد اللبناني السياسي ، ودون ان ننسى واقعة اول انسلاخ لجنوب وطن عن شماله في السودان ودون ما تفرضه الحالة العراقية واليمنية والجزائرية من توترات ولا نستثني البلدان العربية ابتداء من مصر وانتهاء بموريتانيا وكل ذلك على حساب فلسطين

About this publication