Shut Up, Clinton!

<--

صهٍ كلينتون

نافذة على حدث

الثلاثاء 18-1-2011م

منــــذر عــــــيد

ليس من باب الدفاع عن مكامن فساد هنا أو هناك في عالمنا العربي، أو الشرق أوسطي، أو نفي لوجوده، إنما استهجان لمصدر التنبيه

من ذاك الخلل أو تلك المكامن، فمن سمع بالأمس نصائح وتحذيرات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن دول الشرق الأوسط تحتاج لإصلاح المؤسسات الفاسدة وإنعاش النظام السياسي الراكد فيها، إنما يظن أن الأم تريزا هي من تتحدث.‏‏

يحق لـ كلينتون أن تقول ما تشاء وحول أي شيء تريد، فهي اللسان الناطق باسم اكبر دولة عظمى في العالم، وهذه حقيقة لا يوجد من ينكرها عليها، ولكن هناك أسئلة يجب أن تطرح من قبل الجميع وبالتحديد السيدة كلينتون، من أتى بالفساد إلى العراق، وأفغانستان، والى كل مكان يكون فيه النفوذ الأميركي في المنطقة؟ ومن أوجد له الأرضية والتربة الخصبة؟.‏‏

ربما تريد السيدة كلينتون إصلاح المؤسسات الفاسدة على الطريقة الأميركية في العراق، فيصبح أكثر من نصف الشعب لاجئاً داخل بلاده، والجميع يحلم بقطرة النفط وبلادهم من اكبر الدول إنتاجاً له، وربما تريد إنعاش النظم السياسية عبر أفغنة جميع دول المنطقة! متجاهلة أن المنطقة بحاجة إلى إصلاح السياسة الأميركية الخارجية تجاهها أولا، وكف اليد عن التدخل بمصير شعوبها تالياً، فهل تدرك سيدة الدبلوماسية الأميركية ذلك؟!‏‏

نفاق واضح في السياسة يبصم عليه كل مرتاد للبيت الأبيض، بعيدا عن انتمائه، ففي الظاهر هم دعاة لحقوق الإنسان وأنصار للمستضعفين في العالم، ورُعاة سلام، وحُماة للديمقراطية، ولكن بقليل من التدقيق والمطابقة بين التعامل على ارض الواقع وبين ما يعلن من شعارات تظهر حالة النفاق تلك، بل إن قواعد مغايرة تماماً تبنى عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الآخر، الآخر الذي يريد أن يبني لنفسه خطاً يختلف عن الخط الذي رسمه الأميركي مسبقاً، ويشب عن الطوق.‏‏

ربما وجدت السيدة كلينتون وإداراتها بالفساد الذي تدعي وجوده في المنطقة، والتهويل من أخطاره، ضالتهم للدخول والتدخل في شؤون دول كانت عصية عليهم، فحاولوا استخدامه عصاً يلوحون بها في وجه من يعصى أوامرهم ورغباتهم.‏‏

mon_eid@hotmail.com ‏‏

About this publication