Washington and the Issue of Operations

<--

واشنطن..وأمر «العمليات»..!

الافتتاحية

الخميس 3-2-2011م

بقلم رئيس التحرير علي قاسم

تموجت المواقف الأميركية مما يجري في مصر صعوداً وهبوطاً، وتلونت تصريحات المسؤولين الأميركيين، تارة بالإفصاح، وتارة بالإيحاء، وثالثة بالارتباك، وفي كل الأحوال لم تبتعد عن الرغبة الإسرائيلية!!

كثيرون كانوا يقرؤون الموقف الإسرائيلي في تلك التصريحات، وكثيرون تابعوا مؤشر القلق الإسرائيلي أيضاً في نبرة البيانات، وفي معظمها قدمت جردة حساب كاملة عن هواجس ومخاوف إسرائيل.‏

تكثيف الاتصالات الأميركية في الساعات الأخيرة يشي بتطورات لا يمكن أن تغيب عن أي متابع، وفي مقدمتها أن البدائل على الأرض قد تقدمت لتتجاوز الكثير مما كان مطروحاً، وضمناً السلطة السياسية التي راهنت عليها طوال العقود الماضية.‏

وإذا كان تموّج المواقف وتلوّن التصريحات يميط اللثام عن حقائق طفت على السطح منذ اليوم الأول، فإن وتيرة تصاعدها تباعاً يكشف مساحة المفاجأة التي كانت قائمة في الدوائر السياسية الغربية المتابعة وفي مقدمتها الأميركية.‏

فإسرائيل التي حمّلت استخباراتها مسؤولية مضاعفة لأنها فشلت في توقع ما يحدث، قابله ارتجاج في الموقف الأميركي وتعديل مساراته لم تخفه حالة الاستنفار التي استولدت جملة من ردود الفعل المتناقضة.‏

اليوم حسمت الإدارة الأمريكية موقفها، وبات التوجه نحو صيغة محددة صدر بشأنها أمر عمليات إسرائيلي، سرعان ما انتشر حضوره في الدبلوماسيات الغربية تباعاً.‏

وخلال ساعات قليلة كانت أصداؤها تتردد في عواصم الغرب عبر بيانات ومواقف متلاحقة ويكاد يكون فيها التعبير ذاته والمصطلح نفسه، وكأنه يستنسخ العبارات.. حتى الفواصل.‏

والسؤال ما التبدلات التي حدثت حتى دفعت بمعادلة المواقف الغربية عموماً إلى إحداث هذا التغيير؟!‏

ربما الإجابة تتضح في سلوك سياسي تماهى إلى حد التطابق مع ما كان يصدر من مؤشرات إسرائيلية، وما كانت تضمره إسرائيل انعكس مباشرة في بيانات أميركية، لتتحرك من خلفها الدبلوماسيات الغربية.‏

وما أن أعطت إسرائيل إشارة البدء بالتحرك الغربي حتى تبدلت المعادلة، وأصبح معيارها أن ما يجري في مصر استنفد مبررات وجود بعض الرموز والشخصيات، وأن حركة التغيير والتعديل يجب أن تلحظ ذلك بوضوح، وبالتالي لابد من بدائل تحاصر أي احتمالات تخرج عن الطوق الإسرائيلي.‏

بين الوقوف على الحياد والدعوات إلى ضبط النفس، وبين الدعوة إلى بدء مرحلة انتقالية عشرات من إشارات الاستفهام، لكنها في مجملها تفسر إلى حد بعيد مظاهر القلق مما قد تذهب إليه الأحداث والاتجاه الذي يمكن أن تقود إليه.‏

الكثير من تحليلات وسائل الإعلام الغربية تحدثت عن القلق الإسرائيلي وأسبابه والذي تشاطرها فيه واشنطن ، والخشية من أن يفرز ما يجري في مصر حكومات تنتهج سياسات خارجية مستقلة.‏

لعل في هذا التحليل ما يشي ببقية ما هو غامض.. ويزيح الستار عما هو معلق في الكثير مما يجري.‏

ألم تقل كلينتون لدبلوماسييها «انتبهوا.. الارض تتحرك من تحتنا دون أن نشعر»؟!‏

لذلك.. جاء أمر العمليات ذاك.. والغاية الالتفاف على ما يجري وإحباط أي تعديل في التركيبة السياسية قد تقود إليه تظاهرات المدن المصرية، خصوصاً أنها مؤهلة لتقديم بدائل ستتعارض بالضرورة مع منحى ومسار الرغبة الإسرائيلية.. وهنا مربط الفرس!!‏

أوباما سمع أصوات شباب مصر.. حقيقة لا شك فيها.. لكن ثمة من سمعها قبله، وأبلغه بمساحة ما تحدثه من هلع فيه..؟!‏

a-k-67@maktob.com ‏

About this publication