America’s Worry

<--

افذة على حدث

الثلاثاء 15-2-2011م

منذر عيد

حراك أميركي محموم، وتخوف إسرائيلي من مرحلة ما بعد نجاح التظاهرات الشعبية في مصر، والإطاحة بنظام حسني مبارك.

الحراك، والتخوف ليسا بخصوص مستقبل الشعب المصري، أو مستقبل الثورة، والحرص على رعايتهما، بل لهفة للحفاظ على العلاقات الإسرائيلية المصرية، واتفاقية كامب ديفيد، وما تنهبه إسرائيل من قوت الشعب المصري عبر اتفاقات مجحفة وظالمة، كما أنه تخوف على المصالح الأميركية في المنطقة، اثر غياب حليف وداعم أساسي وراع لتلك المصالح.‏‏‏‏‏

أول الحراك الأميركي جولة الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية باتجاه الكيان الإسرائيلي، للتدارس في حيثيات المرحلة المقبلة، وتأكيد الدعم الأميركي لذاك الكيان .‏‏‏‏‏

الرعب الإسرائيلي مما جرى في مصر كان جلياً في ساحتها السياسية، وترجم طلباً إلى الإدارة الأميركية من اجل الضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بعدم الاستعجال في إجراء انتخابات، خوفا من وصول قوى وأشخاص لا يتناسبون والمزاج الإسرائيلي.‏‏‏‏‏

من المؤكد أن ما جرى في مصر من تغيرات، لم يفرح حكام الكيان الصهيوني، كما انه أربك الإدارة الأميركية، التي ستعمل عاجلاً على التدخل في المرحلة المقبلة، في محاولة منها لقولبة الوضع حسبما تشتهي وحليفتها إسرائيل، وذلك عبر طرق وأساليب كثيرة، أولها الترغيب، وتاليها الترهيب إن أخفق الأول.‏‏‏‏‏

الطرق والأساليب الأميركية كثيرة، وأزاميل فتح أبواب ذاك التدخل مهيأة وجاهزة، عبر إغراءات تجارية، واتفاقات، وفتح أسواق أميركية جديدة أمام المنتج المصري، مساعدات أكثر من السابق، وذلك على قدر التجاوب المصري الجديد للمتطلبات والشروط الأميركية..وإلا…‏‏‏‏‏

في اغلب التغيرات التي كانت تحدث في الوطن العربي منذ القديم، كانت الرؤية الأميركية والغربية واضحة لما بعد تلك التغيرات، والسبب بسيط لأن تلك التغيرات غالباً ما كانت تحاك في أروقة وغرف مخابراتها، إلا أن الوضع في مصر تغير، فالصدمة كانت كبيرة، والإرباك بدا واضحاً، والسبب بسيط أيضاً لأن ما حدث لم يكن قد جرى بأمرهم، ما جعل تلك الإدارات ومكاتب مخابراتها كأنهم «الطرشان في الزفة».‏‏‏‏‏

mon_eid@hotmail.com ‏‏

About this publication