الجمعة 11-2-2011م
علي نصر الله
منذ بداية الأحداث الجارية في مصر صدرت عن واشنطن تصريحات متعددة عكست مواقف غريبة حيناً ومتناقضة أحياناً ، فكانت دليل الإثبات على حالة الارتباك والعجزعن صياغة موقف لها ينأى عن إسرائيل ومخاوفها من احتمالات حصول تغييرات جذرية في مصر.
في جميع التصريحات الأميركية المرتبكة، وبين سطورها كان متاحاً تلمس هواجس إسرائيل وحالة التناقض بين الرغبة في ادعاء دعم إرادة الشعب المصري في التحول الديمقراطي ، وبين الخشية من قدرة هذه الإرادة على إحداث تغيير شامل قد يهدد المصالح الأميركية ، وإسرائيل.
وقد بلغت حالة الارتباك الأميركي مبلغاً غليظاً ومرفوضاً عندما لجأت واشنطن الى الكونغرس لإصدار تشريع يتصل بأزمة سياسية داخلية في دولة ذات سيادة لها أهميتها الحيوية اقليمياً ودولياً، لتسجل أميركا بذلك إضافة غير مقبولة في سلسلة مسلكياتها المرفوضة لجهة التدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول والحكومات والشعوب هنا وهناك على امتداد العالم.
في لجة الأحداث الداخلية بمصر، وفي فوضى المواقف الأميركية والغربية بات من الممكن للمتابع أن يرى بوضوح أنه ما من أحد يمتلك قدرة مسح أو تجاوز ملامح التغيير التي ارتسمت في مصر ، لكن يبقى السؤال المطروح في ضوء الأحداث المتسارعة والمواقف غير الواضحة : ما هو شكل التغيير الذي ينشده المصريون، وهل سيكون بمقدورهم إحداثه رغم المحاولات الأميركية الساعية إلى تقييده وإعادة توجيهه على النحو الذي يوفر مسافات أمان لحماية وصون المصالح الأميركية وأمن إسرائيل؟!.
يعتقد أن ما يجري حالياً هو محاولة كسب المزيد من الوقت كي تنضج الإجابات والمخارج التي يمكن تقديمها، لكن الاعتقاد الأقوى هو أن الشعب المصري الشقيق سيتمكن من إسقاط المراهنين على ما قد يصيبه من ملل أو تعب، وسيحقق في نهاية المطاف أهدافه رغم كل التعقيدات التي تحاول أميركا والغرب إغراقه فيها
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.