حكومة 2011 … وارد أميركي
الثلاثاء, 22 فبراير 2011 07:02 عقيل الشاروط .عقيل الشاروط شهدت أقطار الوطن العربي في الآونة الأخيرة موجة من الانتفاضات الشعبية العارمة التي اكتسحت الشوارع واجتاحت المدن رافضة الحكام والأحكام بدون استثناء قلبا وقالبا. الثورات جاءت متزامنة فبعد اندلاعها في تونس ونجاحها انتقلت عدوى الثورات الشبابية إلى اغلب الدول المحكومة بطواغيتها , اليمن , مصر , ليبيا , الجزائر . وحتى دول الخليج العربي المعروفة بأنظمتها الملكية واستقرارها الاقتصادي وصلت إليها حمى الانتفاضة فالبحرين تشهد منذ أيام إرادة الشعب لتغيير سياسة الدولة. إن الشرارة التي ألهبت الشعوب كانت ذلك الشاب الذي قدم نفسه قربان لأهل تونس التي أصبحتفيما بعد المنارة لكل الشعوب التي تود التحرر من قيود الدكتاتوريات والأنظمة الفاسدة , اليوم في بلاد العرب وغدا في بلاد غير العرب ورياح الاستهجان عمت الكل حتى وصلت إيران وهي خارج نطاق الدول العربية بل هي خارج نطاق الاستفراد بالسلطة والاستئثار بالحكم لكن طلبا للإصلاحات السياسية متأثرة بموجة ثورات الشباب القادمة من دول الشرق الأوسط . تونس السباقة في التحرر ولحقت بها مصر مسرعة فلم تنتظر كثيرا حتى حجزت لها مقعدا على طاولة التغيير, والقادم من ؟ لينضم إلى مجموعة دول العصر الحديث !الثورات جاءت متزامنة مع بعضها متعاقبة متوالية مسترسلة وطنية شعبية شبابية عفوية لم ينظمها حزب ولم يقودها كيان سياسي ولم تدعو إليها أي طائفة بل حركها مجموعة المحرومين والمظلومين من أبناء الشعب المسلوبة حقوقهم والمنتهكة حرياتهم الشخصية والمدنية. لكن كل هذا يبقى مبهما إلى حد معين فهل كان هناك من أوصل هذه الأمور إلى هذا الحد من التخطيط المسبق والتحريك الخارجي أم إن الأحداث جاءت بإرادة شعب منتفض على حقيقة مرة ؟! هروب بن علي السريع خارج الوطن والتفريط بالحكم والسلطة هل هو ما ألت إليه الأمور أم إن الأمر قد دبر بليل ! ونزول الجيش في مصر إلى الشوارع دون اتخاذ أي إجراء حاسم سواء بصد المتظاهرين من جهة أو الاستيلاء على السلطة من جهة أخرى وعدم الانصياع لأحد المطلبين الحكومي أو الشعبي وحسم الأمر مبكرا على الرغم من أن زمام الأمور بكلتا يديه فهل ما كان قد كان وان الأمر إلى ما ألت إليه الظروف أيضا أم أنه قد صير بأمر أو تعليمات تبدو أنها خارجية في أي حال من الأحوال ! اوباما يبارك الثورات ومن بعده تبارك دول العالم التغيير والمطالبة بتشريع أنظمة جديدة وحكام جدد على حين غرة ودون مقدمات مما أثار الشكوك والريبة في تغير الموقف الرسمي المعروف للإدارة الأميركية حيال حلفائها القدامى والمفاجئة القاتلة هي للحلفاء أنفسهم الغارقين حتى أذانهم في تطمينات الحليف الأقوى الذي تنصل عن كافة الوعود المعلنة وغير المعلنة على حد سواء .هروب بن علي الاضطراري وتنحي مبارك الإرادي هل هو ردة فعل لفعل الشعوب أم هو رسالة أميركية لحكام الشعوب ؟ ومن وراء موجة التغيير التي تعم دول المنطقة هل هي إستراتيجية الإدارة الأميركية الجديدة في المنطقة بتغيير الأنظمة القديمة واستحداثها أم هي سياسة اوباما الحديثة لاستحداث خارطة طريق جديدة ليس للفلسطينيين فقط بل للعرب جميعا ! وهل مايجري هو النية الحقيقية للإصلاحات السياسية التي ترومها أميركا راعية الديمقراطية لبلاد العرب ؟ أم هو تمهيدا لوضع ركائز جديدة لخلق أنظمة موالية لحكومة الولايات المتحدة الأميركية ومن والاها على الطراز الحديثولتكن حكومات عربية موديل ( 2011 ) والصناعة اميركية …!!!
..
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.