كشفت الولايات المتحدة عن وجهها الحقيقي: فسقط القناع في مجلس الامن ، بعد ان وقفت بكل صلافة وعنجهية ضد الارادة الدولية ، والقانون الدولي ، وأشهرت “الفيتو” في وجه العالم كله ، رافضة ادانة الاستيطان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام ,1967
واشنطن وهي تنحاز للاحتلال الصهيوني ، وتخالف الاجماع الدولي ، فانها بذلك تفقد مصداقيتها ، وتفقد دورها كوسيط بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني ، لاحلال السلام الشامل والدائم ، وتثبت انها جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل كما توهم الكثيرون.
لقد جاء “الفيتو” الاميركي هذا لازالة الغشاوة عن عيون الكثيرين في هذه المنطقة ، ممن وضعوا كل ثقتهم في واشنطن ، واعتبروا أن %99 من أوراق الحل بيدها ، كما كان يردد السادات ، فاذا بها الراعية والدائمة والمساندة للمشروع الصهيوني الاستئصالي ، ومنذ اقامة الكيان الغاصب على ارض فلسطين العربية في عام 1948 ، وحتى اليوم ، وفق استراتيجية ثابتة ، تقوم على ابقاء العدو الصهيوني اقوى من الدول العربية مجتمعة.
لقد بات واضحا ان رفض نتيناهو وقف الاستيطان ورفض الاستجابة للارادة الدولية ، لم يكن بدون دعم واشنطن ، فهذا الدعم هو الذي شجع هذه العصابات على الاستمرار في الاستيطان ، والتهويد ، وارتكاب جرائم التطهير العرقي ، لتنفيذ المخططات الصهيونية القائمة على تهويد الارض والقدس ، واقامة مدينة توراتية بأغلبية يهودية في عام ,2020
التواطؤ الاميركي ، عبر عن نفسه بتراجع الرئيس “اوباما” عن مضموني خطابيه الشهيرين في استانبول والقاهرة ، وعن مطالبة اسرائيل بوقف الاستيطان ، واستبدال كل ذلك بالضغط على الجانب الفلسطيني لاستئناف المفاوضات دون شرط ووقف الاستيطان ، ومحاولة ادارته اقناع اللجنة العربية للمتابعة بالضغط على الفلسطينيين للعودة الى المفاوضات ، فيما جرافات العدو الصهيوني تهدم المنازل العربية ، وتقيم المستوطنات ، والكنس حول المسجد ، وتزلزل أساسات وجدران المسجد الاقصى ، تمهيدا لانهياره واقامة الهيكل المزعوم مكانه.
ومن الملاحظ في هذا الصدد انه وبالرغم من الاجماع الدولي على خطورة استمرار الاستيطان ، وخطورة التغيير الديمغرافي في القدس المحتلة ، والتحذيرات المتتالية التي أطلقها قناصل الدول الاوروبية في القدس المحتلة ، محذرين من خطورة الانتهاكات الصهيونية ، بالرغم من كل ذلك ، أصرت واشنطن على ان تبقى صامتة ، واذا تكلم مسؤولوها ، فان كلامهم لا يخرج عن نطاق العموميات ، ما يؤكد التواطؤ الاميركي مع العدو الصهيوني ، وتبني اهدافه العدوانية والتي تجلت في الجرائم البشعة التي اقترفها في عدوان غزة ، واستعماله الاسلحة المحرمة “الفوسفور الابيض”،.
مجمل القول: ان “الفيتو” الاميركي في مجلس الامن ضد المشروع العربي ، الذي يدين الاستيطان ، يؤكد ان الدور الاميركي في حل الصراع ، هو دور مكرس لخدمة العدو الصهيوني ، وتحقيق أهدافه ومخططاته العدوانية ، وهو ما يستدعي من السلطة الفلسطينية والمجموعة العربية ، رفض هذا الدور واعادة النظر جذريا في العملية السلمية ونقل ملف القضية الفلسطينية الى الأمم المتحدة ، واتخاذ موقف عربي فاعل وقادر على لجم العدو الصهيوني ، بعد أن ثبت ان هذا العدو وحليفته واشنطن ليسا معنيين بالسلام.
التاريخ : 20-02-2011
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.