American Cellophane

Edited by Jenette Axelrod

<--

البقعة الساخنة

الأربعاء 9-3-2011م

خالد الأشهب

سواء كانت الأصابع الأميركية الإسرائيلية قد اندست سلفا في ما جرى ويجري في المنطقة العربية أم فاجأها الأمر تماما , فإن الركوب الأميركي لموجة الأحداث ومحاولات الإمساك بعنانها وتوجيهها بات واضحا جليا لكل متابع ,

بل إن مسوغات التدخل السياسي على الأقل حاضرة في الذهن الأميركي وملفوفة بقشرة لامعة من السلوفان تحت عنوان .. أن أميركا هي الدولة الأعظم في العالم والتي من الطبيعي وفقا لذلك أن يكون لها دور ما في ضبط الإيقاع السياسي الدائر, وأن مصالحها الاستراتيجية تبرر لها التدخل مثلما تبرر للآخرين القبول بهذا التدخل , بل والمطالبة به أيضا .‏

وكما في الحالة المصرية السابقة , كذلك في الحالة الليبية الراهنة , انتظرت واشنطن استقرار كفتي المعادلة لصالح الاحتجاجات والمحتجين في الصراع الدائر في ليبيا فدخلت على خط الأزمة بقوة سياسية معززة بشرعية دولية جرى الترتيب لها طيلة الأيام السابقة التي شهدت سقوط المئات من القتلى والجرحى في الميدان الليبي .‏

سيناريو التدخل الأميركي ومراحله في الأزمة الليبية يكشف عن أن موسم قطاف الثمرات قد حل بالنسبة إلى الأميركيين , على الأقل من خلال رهن هذا التدخل الذي يمكن أن ينطوي على بعض المساعدة المجانية بمكاسب سياسية تبحث عنها أميركا الآن لدى الطرف الذي انحازت إليه أو ادعت انحيازها إليه, وإن لم يكن الأمر على هذا النحو , فإنه حتماً بمثابة حجز الموقع الأول في العلاقة والتواصل مع هذا الطرف حين يغدو صاحب القرار في ليبيا .‏

وقد يعجز المرء عن رد مثل هذه التدخلات وسيناريوهاتها بحكم اللعبة السياسية الدولية من جهة , وبحكم المتغيرات المتسارعة للحدث من جهة ثانية , لكن الخشية الحقيقية حيالها إنما تكمن في ما يمكن أن ينجم عنها لاحقا , خاصة إمكانية انطوائها على أهداف غير معلنة للتدخل , في إجهاض الأهداف الحقيقية لثورة الشارع الليبي أو تزييفها أو احتوائها , وفي الحالة الليبية بالذات فإن من الغباء أن يتوهم المرء مجانية التدخل الأميركي رغم السلوفان الذي يغلفه !‏

About this publication