To the Governors of the Green Zone America Will not Protect You

<--

إلى حكام المنطقة الخضراء …. أمريكا لن تحميكم

كتابات – احمد الربيعي

يشهد العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه استطيع أن أطلق عليها صحو على الواقع المرير الذي مر به ويمر به العراق ، وقد عانى العراق على مدى سنوات الاحتلال الأمريكي من عدة أمور ، ولست هنا بصدد إعداد جرد سنوي للضحايا أو إعداد جدول بالأموال التي هدرت وتهدر أو بمعنى اصح سرقت وتسرق من قوت الشعب ومن ثرواته من قبل أناس ، اغلبهم لا يمت إلى العراق والى الشعب العراقي بصلة ، بل إن اغلبهم يحمل جنسيات غير عراقية ، قامت سلطة الاحتلال الأمريكي بتسليمهم مقاليد الحكم بالإضافة إلى الآلة الإعلامية العربية منها والإقليمية .

يخطئ من يضن ان هناك دعم شعبي او مساندة جماهيرية للحكومة الحالية او السابقة ، واذ يتذرع البعض بصناديق الاقتراع التي افرزت البرلمان ومن هذا البرلمان انبثقت الحكومة الحالية او السابقة. غير ان المنصف المراقب للوضع العراقي بعد 2003 يستطيع ان يميز ان مهزلة الانتخابات جرت وفق منظور طائفي صرف، لا تمت بصلة الى الروح الوطنية وضرورة اجراء الاصلاحات .

ووفق المنطق القائل ما بني على باطل فهو باطل ، اذن برلمانهم وحكومتهم باطلة الشرعية ولا استثني اي احد سواء مسئول او حزب او تيار او اي شخصية دينية كانت ام سياسية ام اجتماعية . فعندما يطل موعد الانتخابات ترى الوعود بالاحلام الوردية والتي تصور العراق بعد الانتخابات احلى من السويد واعدل من حكومة الامام المهدي (عيه السلام) ، حتى ان بعضنا يتمنى ان يعيش ليرى هذه الحكومة العتيدة ، ولكن بعد ان ينالوا مناصبهم سواء بالتزوير او التجوير ، فانهم ينقلبون على وعودهم التي تصبح هباء منثورا .

ويخطئ من يضن ان له مكانا في العراق يرتع ويمرح ويقتل ويكبر (الكرش) من اموال العراقيين الذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء ويأكلون من (ازبالهم) وما يبقى من مائدتهم ، لا … لا والف لا ، وحتى امريكا التي قدموا على دباباتها وقبل ذلك كانوا يتسكعون في دمشق وايران وشوارع اوربا يتاجرون بدماء عراقيي الداخل ليحصلوا على مناف شخصية لهم ، لن تقف بوجه المد العراقي . ضنوا انهم بشعائرهم الطائفي المقيت الذي يحالون به تقسيم العراق ليصبح لقمة سائخة لهم تساندهم بذلك ومع الاسف بعض الشخصيات الدينية التي لأبائها تاريخ طويل وعريق في مواجهة الظلم والفساد.

امريكا لا تمتلك صديق دائم و لا عدو دائم ، ولكم في تونس ومصر وليبيا وقبلهم صدام أمثلة شاخصة وليست بالبعيدة ، فعندما تجد الادارة الامريكية ان ارادة الشعب مجتمعة على طرد شخوصها ومن يمثلها ، فأنها سوف تنصاع مجبرة ورغم انفها لأرادة الشعوب ، وكما قال السيد الشهيد محمد باقر الصدر (الجماهير اقوى من الطغاة) ، فانها تدعي الديمقراطية وتنادي بتحكيم ارادة الشعوب ، لذلك سوف تنبذكم ، ولا يضن احد ان الجرائم التي اقترفها في حق العراق والعراقيين سوف تذهب بدون عقاب او حساب ، وتلك الايام نداولها بين الناس لعلهم يتذكرون، نعم يدعي من يدعي ان التظاهرات ذات ابعاد سياسية ، ويدعي ايضا ان لها اجندات مرتبطة باحزاب خسرت في الانتخابات ، وهذه من الامور المضحكة المبكية ، ولو فرضنا جدلا ان هناك اجندات سياسية مرتبطة بهذه التظاهرات ، فأولى بالحكومة النظر في مطالب هذه التظاهرات والاسباب التي دعت الجماهير الى الخروج ، وقد صرح اكثر من مسئول حكومي بأن مطالب المتظاهرين مشروعة وحقيقية ، ومن حق الشعب مطالبة الحكومة بما هو واجب عليها ان تقدمه لأفراد الشعب كافة.

وقد حاولت الحكومة ومن خلال عدة اجراءات لتمييع المطالب من ناحية التشكيك في هذه التظاهرة وعندما فشلت ، قامت بفرض حظر التجوال وعلى سير المركبات في عموم العراق ، وذلك لمنع المتظاهرين من الوصول الى المناطق المحددة، وهذه ايضا نالها الفشل الكامل، ومن ثم اشاعة ان هناك احزمة ناسفة وعجلات مفخخة وغيرها من الاشاعات الفارغة التي لم ترعب المتظاهرين او تحول دون وصولهم الى مناطق التظاهر المحددة .

عندها ادركت الحكومة ان المتظاهرين جادين في طلبهم ومصممين على ايصال صوتهم ، قامت الحكومة باستعمال السلاح ، هذا السلاح الذي وللاسف الشديد كان من اموال الشعب وفي النهاية استخدم لقتلهم وترهيبهم ، ولم يفلح هذا الحل ايضا ، وكان لا بد للبرلمان ان يتدخل من اجل حفظ ماء الوجه ليس إلا، فذهاب النواب الى محافظاتهم هو خوفهم على مناصبهم لا اكثر ولا اقل، كونهم يدركون انهم زائلون بزوال هذه الحكومة .

كبش الفداء الذي قدمته الحكومة هو بعض اعضاء حزب الدعوة من محافظين لامتصاص زخم التظاهرات ، ومحاولة ضرب عصفورين بحجر واحد الهدف الاول هو الدعاية والاعلان ان الحكومة استجابت لطلبات المتظاهرين والامر الثاني هو اقصاء بعض المحافظين الذي لا يحضون برضى رئيس الوزراء او لا ينتمون الى حزب رئيس الوزراء.

نصيحتي الى الحكومة ، وهي ليست نصيحة نابعة من حرصي على هذه الحكومة ، بل من حرصي على دماء ابناء العراق ، الامر الاول هو على الحكومة ومن يمثلها ان تدرك انها وبشكل قطعي لا تحظى برضا المواطن العراقي ، واذا كان هناك اعتقاد انها تحظى بهذا الرضا فهو ليس إلا ان هناك مجموعة من الاشخاص تكون مصالحهم الشخصية في خطر اذا ذهبت هذه الحكومة فهم يدعمونها لان مصير مصالحهم مرتبط بها.

الامر الثاني المحتل الامريكي لا يمكن التعويل عليه ، واليكم في حسني اللامبارك وبن علي والقذافي والقادم اكثر ، امريكا ترتبط فقط بمصالحها .

والبقية في المقالات القادمة

الله ولي التوفيق

About this publication