The Partition of Iraq: The Primary Goal of the American Strategy

<--

تقسيم العراق .. الهدف الاول في الستراتيجية الامريكية ! – 1

كتابات – صبري الربيعي

* مؤامرة دولية تنفذ بأيادي عراقية عربية وكردية .

* لماذا يثير العراق الموحد غضب أعداء وحدته ؟

* لانريدها (شروة ليل بدكان أظلم).

في خضم التناقضات والتداعيات والحراك السياسي المتسم بالدراماتيكية الممتزجة بالضبابية, يعيش المواطن العراقي حالة فريدة من الاستلاب, وفقدان الارادة, وتشتت المواقف الواضحة والحاسمة, اعتمادا على اللافتات العرقية والطائفية, من دون النظر الى الاخطار الجوهرية التي تتهدد العراق في كيانه, كأرض وشعب, وثروات,ومستقبل! .

وتلك احدى أهم مرتكزات استثمار فرص غياب الارادة الشعبية الواعية, التي تتجسد من خلال حركات وأحزاب وهيئات وطنية ,حيث لم يعرف لهذه الهيئات الانشطة التي تتناسب مع خطورة ماتعده الدوائر الخارجية ,المتمثلة بالإدارة الأمريكية وقوى اليمين الامريكي من مخططات, بالتنسيق والتعاون مع اجهزة (الموساد) الاسرائيلي, الهادفة الى تنفيذ صفحات سياساتها بشكل خادع وهاديء وصبور .وبتنفيذ عراقي تشترك فيه الكيانات السياسية العربية النفعية والطائفية, بالاضافة الى قادة الحزبين الكرديين القوميين .

لانريدها ..( شروة ليل بدكان أظلم)!

وفي الوقت الذي تتصاعد انشغالات المواطن العراقي, بالمستوى المتردي الذي وصلت اليه احواله من حيث الامن الاجتماعي ,والتناقضات التي تلم بالحكومة المفتقدة الى قوائم اساسية ثلاث تتمثل في خلو الوزارات الامنية من وزراء يتحملون المسئولية القانونية عن امن البلاد, نتيجة للمحاصصة المكرسة في توزيع المناصب الوزارية ,وسعي كل فئة من الفئات السياسية الى السيطرة على المواقع التي تؤمن لها اكبر قدر من الفوائد المشروعة وغير المشروعة, بينما يعاني الشعب من رداءة الخدمات وتدني مستوى الاداء على صعيد توفير البنى التحتية, وتنامي ظاهرة الفساد الإداري والمالي والهدر المشرعن في الأموال العراقية ,والعجز عن معالجة مشكلات البطالة البالغة 23% في بلد فتح ابوابه للشركات الاستثمارية الاجنبية ,التي كان ينبغي ان يعتبر تشغيل الايدي العاملة في مقدمة الشروط المنصوص عليها في اي اتفاق اقتصادي او صناعي يعقد بين المؤسسات العامة العراقية والشركات الاجنبية ,ناهيك عن المعضلات الاجتماعية المتمثلة بوجود مليون امرأة أرملة و 2 مليون طفل يتيم, وحوالى نصف مليون معاق ,بفعل الحروب الداخلية والخارجية ,مختلفة الأسباب والفترات المتسمة بخاسر وحيد أكبر هو الشعب العراقي .

ملتهون بمصائبنا والاعداء يحفرون !

ولانأتي بجديد عندما نشير الى ان في مقدمة الاخطار الجوهرية التي تتهدد العراق البرامج المعدة لتقسيم العراق ,وفي الوقت الذي يتلهى الشعب العراقي في متابعة فصول (العروض السياسية )التي تجري على (خشبة المسرح السياسي العراقي), يعمل اعداء العراق بصمت, وعمق,على دراسة الاسس التي تقوم عليها دراساتهم من أجل التقسيم , ولن يفاجئنا ظهور وتسرب بعض الاخبار والمعطيات عن مايفكر به الآخرون لمستقبلنا !, وهنا نجد أن التقرير الصادر عن معهد ( سابان/ بروكنغز) الذي تعتمده الادارة الامريكية في انضاج وتقديم الدراسات الستراتيجية للسياسات الامريكية في مختلف دول العالم, حيث نجده قد اختص هذا بالإجابة عن كثير من الاسئلة التي يحتاج اليها مصدر القرار,فيما يتعلق بمستقبل العراق تحت عنوان ( التقسيم السهل أو الناعم للعراق )

The Case of soft Partition in Iraq”

الذي يعد ادق واوسع تقرير حديث يتناول الاوضاع العراقية (الجيوسياسية) و(ديموغرافيا ) البلاد ,ويتلمس السبل الأكثر واقعية في تنفيذ هدف (التقسيم) .

في البدء ينبغي ان نذكر حقيقة ان من أعد التقرير( جوزيف ادوارد) الباحث في معهد(بروكنغز), وهو أحد الخبراء الذين عملوا خلال (حرب البلقان), بمشاركة من الباحث في قضايا الامن القومي الامريكي ( مايكل هان لون), من كبار الباحثين في معهد(بروكنغز).

لقد لبى هذا التقريررغبات تيار واسع في الادارة الامريكية وعلى وجه الخصوص نائب الرئيس الامريكي ( جو بايدن), الذي كان قد طالب بتقسيم العراق عندما كان سيناتورا عن ولاية ( ديلاور) بالاضافة الى ( لزلي غليب) الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الامريكي ,وذلك في اوائل مايس من العام الماضي, عندما أعلنا عن سعيهما لتقسيم العراق الى ثلاث دول شيعية وسنية وكردية .

ولم تتوقف المساعي عن التواصل من اجل هذا الهدف بالرغم من اعلان البيت الابيض في تلك الفترة عن عدم تأييد المشروع كونه ( لايريد بلقان جديدة ),كما كان هذا التقسيم من وجهة نظر( جيمس بيكر) رئيس لجنة دراسات العراق( سوف يتيح لايران السيطرة على الاقليم الشيعي ويؤدي الى معارضة شديدة لن تلين من قبل تركيا التي لايمكن ان ترى دولة كردية على حدودها الجنوبية ).ومما يؤكد الكثير من هذه الشكوك ماقاله السفير الامريكي في العراق (رويان كروكر) من ان الاكراد يمثلون(برميل البارود الذي يمكن ان ينفجر عندما يتعلق الامر بكركوك ). وقد اضافت تصريحات مسعود بارزاني المتعلقة ب (حق تقرير المصير), اشارة الى استيعاب التقرير لموقف حزبي البارزاني وطالباني, ولكن المفاجئة تمثلت في رفض العراقيين لفكرة (التقسيم) التي كان من ابرز دعاتها عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي القوة المؤثرة في الشارع العراقي .وتراوحت مواقف الاحزاب العراقية الاخرى بين رفض وقبول تشكيل (الأقاليم) ,وفق النموذج المحتذى به في تشكيل (الأقاليم) العراقية, التي يمكن ان تستلهم تجربة (الاقليم الكردي), رغم ما يتميز به الوضع الكردي من خصوصية خاصة, فيما يتعلق بدخول (الاقليم )وقادته ,ضمن اطار العناصر الاساسية العاملة في (البرنامج الامريكي لمستقبل العراق), واذا ما صدّقنا ما اثير مؤخرا, من ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي, يشجع بعض الشخصيات من رؤساء العشائر ووجوه المناطق الغربية من العراق, على تشكيل اقليم (الانبار), سندرك ان القضية في حقيقة الامر لاتتعلق ( بالمدللين الاكراد) فحسب, وانما تتعدى ذلك الى تنفيذ برنامج (تقسيم العراق) .وبالرغم من ان بعض الكتل السياسية العراقية, قد لاذت بالضبابية والصمت ,من اجل الحفاظ على مصالحها ومكتسباتها, إلا أن ثمة اختبار غير مخطط اجري في العراق, عندما دعا النائب السابق وائل عبد اللطيف, الى اعلان إقامة إقليم (البصرة ), حيث لم يحقق الداعية التأييد المطلوب, لإخراج دعوته الى حيز التنفيذ ,فأنكفأ وانزوت معه بعض الاصوات المطالبة بأنشاء ذلك الاقليم . ولكننا بدأنا ومنذ وقت قليل نسمع الاصوات الجديدة المطالبة باقامة اقليم (الجنوب الشيعي), الذي يرى البعض من المراقبين انه سيكون حجر الزاوية في إنشاء أقاليم أخرى . . فيما عد التقرير حسم تخصيص مانسبته 17%من الميزانية السنوية العراقية (لاقليم الشمال), الذي يضم فعليا وقانونيا الان ثلاث محافظات هي السليمانية واربيل ودهوك, واقرار قانون النفط والغاز ,بدايات الترسيخ الفعلي لاسس الدولة الكردية .وتأتي توصيات ( لجنة الأزمات الدولية ) في تشرين الثاني 2010,الموجهة الى الحزبين الكرديين والتي توصي بتوحيد الحزبين الكرديين وتوحيد ( البيش مركه) وتعزيز ثقافة الانفصال, ويأتي اعلان بارزاني عن ( الحق في تقرير المصير ) كحلقة ضرورية في رفع الحجب عن العمل السري والخروج الى العمل العلني, لتحقيق الانفصال بالرغم مما اتسمت به الاحاديث الكردية من تأكيدات ( باردة),على (الوحدة والعيش المشترك). وقد أقر قادة الحزبين الكرديين قبل وقت قليل إحدى توصيات ( لجنة الأزمات الدولية ) المتعلقة بتوحيد ( البيش مركة ) لكل من الحزبين في تشكيل واحد! وهذا يكشف ايضا سرعة تنفيذ عناصر اطار التقسيم للمراحل المؤدية الى تنفيذ ذلك البرنامج الانفصالي .

ويري الباحثون جملة من المعوقات المؤثرة على صعيد اعاقة تنفيذ مشروع (التقسيم) من أهمها:

الديموغرافيا العراقية

تتميز( الديموغرافيا) العراقية بوشائج من الصعوبة بمكان فصلها او تفتيتيها بين العائلات العراقية, وفي المقدمة منها زواج ابناء وبنات المذاهب والاعراق المختلفة في الدين الواحد من بعضهم البعض, مما ينتج اجيالا من الابناء الذين لاتحضر في اهتماماتهم النزعة الطائفية او العنصرية , وكان الاحتلال الامريكي الغاشم والقوى المحلية العاملة في اطار مشروع (التقسيم) قد بذلت الجهد الكبير من اجل تكريس الطائفية والعرقية, والتي كانت أبرز مظاهرها المحاصصة في توزيع المناصب الحكومية ,بالإضافة الى النشاط الاجرامي الذي مارسته الميليشيات العرقية والطائفية ,التي رسمت على الأرض ( كانتونات) التواجد الفئوي والطائفي لاول مرة في العراق .

عيش المجموعات

وتكريس الاستثناء

يعتبر التقرير ان القول برغبة الشعب العراقي في العيش ضمن دولة واحدة عيشا مشتركا( اكذوبة), تفضحها تجمعات العراقيين من طوائف او عرقيات محددة في أماكن معينة ,وعدم تفضيل الانتشار فيما بين المناطق المختلفة .

تفجير المراقد المقدسة

والأصابع الخارجية

هناك إشارات واضحة إلى الجهد الخارجي, الذي بذل من اجل ( التفتيت الناعم), لاواصر العلاقات العميقة بين الطوائف والعرقيات العراقية, ومن بين ذلك ماجرى في الشارع العراقي في اعقاب تفجير الامامين العسكريين في سامراء, الذي نفذ بأيادي اجنبية, وكان من المؤثر جدا الاعمال الاجرامية التي قامت بها الميليشيات التي انزلتها الى الشارع مختلف الجهات السياسية ,والتي قادت أعمالها الى تهجير مئات الآلاف من العائلات, من مناطقها الأصلية الى مناطق اخرى جديدة ,حققت الى حد ما التقسيم الفعلي على الارض للمجموعات السكانية, مما أدى الى تقزيم الطبقة الوسطى التي تعد الطبقة الاكثر تأثيرا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية, وقد كرست بفعل ذلك مشكلات جسيمة على صعيد توفير الخدمات والتعويضات وتوفيرظروف الحياة الانسانية .

بغداد ..مدينة دولية !

يقف الباحثون عند قضية في غاية الاهمية وهي كيفية تقسيم الحدود بين(الدول العراقية الثلاث) ,في مايتعلق بالمنطقة الجنوبية من العراق فليست هناك مشكلة, أذ أن هناك تماثلا واضحا في عرقيات السكان, ودينهم, وطائفتهم ,وطبيعة الاراضي او الانهار في المنطقة, مما يجعل( الدول المبتغاة) امرا يسيرا! وتتركز المشكلة الحقيقية في المنطقتين الوسطى والشمالية ,وهناك انتقادا لوجهة نظر نائب الرئيس الامريكي ( جو بايدن), في جعل بغداد مدينة دولية, وتجزم بعدم امكانية تحقيق ذلك, نظرا لجملة من العقبات الاساسية ,في المقدمة منها ,التداخل الديموغرافي بين الاعراق المختلفة, في نفس المدينة, ولقد زاد من ( تعقيدات) الاوضاع في بغداد, عمليات النزوح من مختلف المحافظات اليها بسبب من الاضطرابات الطائفية .كما أن الدستور العراقي قد نص على عدم شمول بغداد بـأي اقليم من الاقاليم, وتنفيذ التقسيم يتطلب تعديل الدستور .( ونضيف نحن) سببا اخرا من الاسباب المعيقة ويتمثل بوجود 3 ملايين نسمة يسكنون( مدينة الصدر) المجيرة للشيعة, وبينهم من يعارض او يؤيد التقسيم بالاضافة الى احتوائها على اواصر العلاقات والتاثيرات العشائرية المؤثرة ,حيث تاخذ العشيرة دور الدولة في احيان كثيرة !

الثروة تكفي الجميع ..لو!

وقد اعتبرت الدراسة الستراتيجية ( ان هناك خطأ كبيرا), عندما يقول البعض ان الثروة النفطية تتركز في المنطقة الجنوبية ,وان الشيعة سوف يستأثرون بهذه الثروة في حالة التقسيم), مؤكدة حقيقة ( ان النفط والغاز موجود في كل مكان في العراق. وهو يطفو على بحيرة من النفط) . أن الشيعة ليسوا على رأي واحد في تأييد او معارضة مشروع (التقسيم) ,اذ أن غالبية الشيعة وهم اتباع المجلس الاسلامي الاعلى, وحزب الدعوة والاحزاب الشيعية الاخرى الاقل تأثيرا, تؤيد مشروع الاقليم الشيعي في الجنوب العراقي في مواجهة مع قطاع واسع من الشيعة ذوي المواقف السياسية المستقلة, ويتميز موقف التيار الصدري الذي يمثل قاعدة شعبية عريضة في الاوساط الشيعية, عقبة حقيقية امام التقسيم .في الوقت الذي يعتبر الباحثون قادة الحزبين الكرديين القوميين وكيانهما (الإقليم الشمالي), الاداة المنفذه الرئيسية للمشروع اعتمادا على جملة من العوامل, في مقدمتها التجربة الادارية في الاقليم والتعبئة الجماهيرية باتجاه الهدف القومي المتمثل باقامة الدولة الكردية ’ اضافة الى المستوى العالي من العلاقات التي تربط قادة الاقليم بالإدارة الأمريكية, ومصادر القرار فيها والاتحاد الاوربي ,مما يجعل قادة هذا الاقليم ينفذون مراحل المشروع بشكل متسلسل يبدأ اولا بحيازة مايستطيعون حيازته من المكاسب على صعيد الارض وانتزاع الصلاحيات القانونية, اعتمادا على الدستور العراقي المتسم بالضبابية, في معالجة وحسم الكثير من الامور الجوهرية, وفي المقدمة منها هوية العراق الذي جعله الدستور ( عضوا مؤسسا في الجامعة العربية )! ولم ينص النص المتوجب النص عليه والذي يحسم ويجزم بعروبة العراق . وقد كان ذلك في الحقيقة احد المراحل الابتدائية في الاعداد للتقسيم بشكل مبكر, اذ أرسى حجر الزاوية في المساعي الكردية للانفصال عن العراق ,وحتى في حالة عدم الانفصال فقد وفق الاكراد في نزع صفة العروبة عن العراق قانونيا!, كما جاء في الدستور(الملغوم )الذي رسم بعناية, لفسح المجال لكل الخطايا المرتكبة بعد ذلك.! التي ترى في هذا( الإقليم) مشروعا للإلحاق بإيران .

معارضو التقسيم من الشيعة يرون في( الاقليم الشيعي )إضعاف للدولة المركزية !,التي حكمت العراق خلال السنوات الثمانين الماضية, وأمّنت وحدة البلاد في أخطر وأصعب الاوقات, في وقت تتجه الارادات الدولية الى الدولة الاقوى, نجد العالم العربي يتجزأ الى دويلات منزوعة القوة ومرتهنة لارادات الدول الكبرى .

وتحضر هنا أيضا الجوانب (الديموغرافية) المتغيرة الحاصلة في العراق, في اعقاب الاضطرابات الطائفية في الاعوام2006 و2007و2008 والتي أدت إلى تهجير 1.7 مليون نسمة من مدنهم ومساكنهم في داخل العراق, بالاضافة الى مليوني مهجر في سورية والاردن ,وعدد من الدول العربية الى جانب بضعة الاف استطاعوا الوصول الى دول الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة .

أما الادوات (المنتخبة) لتنفيذ مشروع ( التقسيم السهل للعراق ), فستكون الكيانات السياسية العراقية المؤيدة لاقامة الاقاليم والحزبين الكرديين القوميين, بدعم ومشورة امريكية واسرائيلية والامم المتحدة والجامعة العربية, وسوف لن تتدخل الولايات المتحدة تدخلا مباشرا في كل ذلك, بل ستراقب الوضع عن كثب وتحرك ادواتها من اجل التنفيذ بسبب من كونها ومنذ البداية قد اتهمت من ( القوى الراديكالية ), بسعيها الى التقسيم .ولن يكون للولايات المتحدة ما كان لها من دور في ( البلقان) الذي قام به مجرد سفير امريكي هناك ,بل ان الامر في العراق على درجة كبيرة من الحساسية !

الدول العربية ..الاتي أعظم!

*وبإلقاء نظرة شاملة على الأوضاع السياسية في العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط ,منذ بدء التحركات الحثيثة لانفصال الجنوب السوداني عن شماله ,مرورا ب (الاقليم الكردي) في الشمال العراقي, حتى نجاح ثورتا تونس ومصر, وواقع بوادر الانتفاضات في كل من ليبيا و اليمن والجزائر والبحرين ندرك على الفور ان الاتي اعظم بالنسبة الى الانظمة العربية والمنطقية, التي لاتعتمد الارادة الشعبية في تسيير دفة الحكم, وان عمليات التغيير تلك رغم تلبيتها لبعض مفردات ارادة الشعوب في هذه البلدان, الا انها لاتبتعد كثيرا عن الاصابع الامريكية والاسرائيلية في عمليات التفتيت والتشظية, التي تشهدها هذه الدول انطلاقا من الستراتيجية ( القديمة /الجديدة) في التفتيت من اجل السيطرة !

*ومن بين المتطلبات الاخرى لتنفيذ( التقسيم السهل) التوزيع العادل للثروة ,بمعنى أن توزع عائدات الثروة النفطية والغازية حسب اعداد المواطنين في كل محافظة, ويتطلب ذلك العمل على اجراء التعداد السكاني الشامل, للحصول على البيانات التفصيلية .كما يتطلب الامر اصدار البطاقات الشخصية للمواطنين في كل اقليم على حدة ,من اجل استخدامها لاثبات الشخصية عند التنقل بين الاقاليم !

*الاشارة الاخطر تكمن في ان خفض وجود القوات الامريكية غير وارد مالم يستقر التقسيم وتمارس ادارات الاقاليم وقواها الامنية صلاحياتها في الشارع وستمارس القوات الاجنبية حماية الاقاليم من الخارج كما تتولى السيطرات الداخلية في المدن .

*ومن مستخلصات الموضوع, ان العراق قد خضع الى التقسيم الجيوسياسي منذ عام 1990- من خلال الاجراءات الدولية المفروضة عليه في اطار مايسمى بخط32و36 ,حيث فرض الحظر الجوي في محيط الخطين مما خلق تقسيما حقيقيا على الارض, رافقته الكثير من الاجراءات التي استهدفت التغيير في تقاليد الحكم والادارة وتنازع الهيئات الوطنية والمذهبية, اضافة الى وجود( الاقليم الكردي ),حيث خلق كل ذلك الارضية المناسبة للسير بخطوات مشروع التقسيم نحو اهدافه النهائية !

والى اللقاء في (الحلقة الثانية)

ورود الكلام

شجرة الحب تثمر بوجود مزارع ماهر

About this publication