The U.S. Plot against Syria

<--

المخطط الأميركي وسياسة التعامي

شؤون سياسية

الأربعاء 30-3-2011م

محمد عبد الكريم مصطفى

تواجه سورية قيادة وشعباً في هذه الأيام حلقة خطيرة من حلقات المخطط الصهيو- أميركي الذي وضعه صقور اليمين المتطرف في إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ،

ولم تزل حكومة الكيان الصهيوني تمارس سياسة العميان من خلال محاولاتها اليائسة لإعادة إحياء مشروع الفوضى الخلاقة الذي طرحته إدارة بوش بالتوازي مع حربها الظالمة على العراق، وقد هدف هذا المشروع الى ضرب وحدة الدول العربية وتقسيمها الى كيانات صغيرة متصارعة وإعادة ترتيبها بما يتماشى مع الأجندة الاستعمارية الجديدة التي أطلق عليها ما سمي في حينه إنشاء شرق أوسط موالٍ لاسرائيل ومعاد للفكر القومي العربي.‏

كنا قد عايشنا مرحلة انهيار هذا المشروع الفاشل وتداعيه منذ أكثر من سنوات أربع، وبدقة أكثر بعد انتصار المقاومة اللبنانية المذهل في حرب تموز عام 2006 على الجيش الصهيوني الذي كان يعتبر في نظر الكثيرين أنه لا يقهر ، وكنا نأمل أن تكون اسرئيل وأسيادها في الغرب قد تلقت الرسالة بأبعادها المتنوعة ، لكن شياطين السياسة الأميركية وأتباعهم في المنطقة لم يألوا جهداً في تحريك المخطط مجدداً عبر محاولة ضرب سورية من الداخل وزعزعة قوتها التي أقلقتهم كثيراً، وذلك من خلال حلقة جديدة تعتمد التحريض لخلق فتنة داخل سورية وقد تم توظيف أربع شبكات مجندة لتنفيذ هذا المخطط القذر الذي يبغي النيل من الوحدة الوطنية السورية التي هي مصدر قوة سورية ونظامها المقاوم، وقد كشفت معلومات صحفية نشرت مؤخراً بالمواقع الالكترونية ان الخطة وضعت بإحكام في عام 2008 بالتعاون بين الادارة الأميركية والمخابرات الاسرائيلية وأعوان لهم في المنطقة ورصد لها مبالغ وصلت الى /2/ مليار دولار من أجل تخريب سورية لأنها تدعم المقاومة في لبنان وغزة، وإعادة سورية الى العصر الحجري!‏

على ما يبدو أن هناك مؤامرة سايكس – بيكو جديدة تحاك ضد العرب عموماً وعلى سورية بشكل خاص كآخر قلعة للصمود العربي أثبتت الأحداث والنتائج صحة مواقفها وصوابية نهجها السياسي المشرف في مجال الدفاع عن المصالح الوطنية والقومية العليا وهذا ما يشغل بال القوى الغربية، في الوقت الذي تتنامى فيه قوة سورية ويتسع دورها الإقليمي بالتوازي مع انحسار الدور الاستعماري على المنطقة.‏

لا نخفي بأن المخطط أخذ يظهر على الساحة السورية مستغلا حراك الشباب العربي في بعض الدول العربية، ومتستراً بشعارات ظاهرها مطلبية اعتبرتها القيادة محقة، لأنها بمجملها من ضمن سلة المطالب الشعبية والنقابية والحزبية على ساحة الوطن وكان قد أقرها المؤتمر القطري العاشر للحزب، وقد تأخر تنفيذها لأسباب بعضها موضوعي ويتعلق بالاستراتيجية الدفاعية والسياسية التي احتلت الموقف المتقدم، ولا يستطيع أي كان أن ينكر أن قاطرة الاصلاح والتحديث في سورية تسير على طريقها الصحيح تسرع هنا وتتمهل هناك، كما لا يمكن لأحد أن يتجاهل اهتمام السيد الرئيس بشار الأسد شخصياً بقضايا المواطنين والاستماع إلى مطالبهم بشكل دائم، ويعطي التوجيهات لحلها بأسرع وقت وفق الطرق القانونية والأنظمة النافذة، وإن القرارات والمراسيم الأخيرة التي صدرت عن السيد الرئيس هي حلقة من حلقات الاصلاح الاقتصادي التي لاقت ارتياحاً شعبياً واسعاً تم التعبير عنه بمسيرات شكر وتأييد وولاء لقائد الوطن على ساحة سورية مدناً وريفاً، إن مسيرة الإصلاح لم ولن تقف عند حد وهي مستمرة بحلقات إصلاحية جديدة متسارعة على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية بما يضمن استقرار وتقدم المجتمع السوري بكل ألوانه وأطيافه.‏

مهما تلون الإعلام الأصفر ومهما تنوعت مصادر التزييف لديه، لا يمكنه أن يخفي الطوفان الشعبي المؤيد لسياسة السيد الرئيس بشار الأسد، ومهما بلغت قيم المبالغ المدفوعة لهذا الإعلام المأجور الذي يحاول إيقاظ الفتنة من خلال نقل كاذب للواقع، نؤكد أن وعي الشعب السوري وتضامنه المرصوص سيفشل كل المؤامرات التي يحيكها أعداء الشعب السوري، وإن أي نقطة دم سورية هي بغلاوة الوطن الذي يكبر وينمو برائحة شهدائه.‏

Email:m.a.mustafa@mail.sy

About this publication