الذكرى التاسعة للعدوان الانكلوامريكي على العراق ..د. مهند العزاوي
كتبها د. مهند العزاوي
السبت, 19 مارس 2011 12:35
يتذكر العراقيين هذا الشهر الذكرى التاسعة للعدوان على العراق, وقد تعرض فيها العراق لأبشع هجمة تترية قادتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وشركائها من الدول الإقليمية والعربية, بلا سند قانوني أو شرعي أو احتكاك عسكري يذكر , منتهكة بذلك القانون الدولي والشرعية الدولية, وتقف محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية عاجزة عن محاكة مجرمي الحرب “بوش , تشيني , رامسفيلد , رايس , وولفيتز, ,بولتن, بلير..وغيرهم ممن أسهموا بتدمير العراق , وتضليل الرأي العام بمعلومات مفبركة ومزيفة عن زعم امتلاك العراق أسلحة دمار شامل يمكنه استخدامها خلال 45 دقيقة وعلاقة العراق بأحدث 11 أيلول, وبذلك جرى تمرير اكبر جريمة حرب عرفها التاريخ.أضحى العراق بعد غزوه نيسان 2003مسرحا للفوضى الدموية والصدمات المتكررة للشعب العراقي, وقد ارتكبت جرائم ضد الإنسانية , أبرزها القتل خارج القانون والاعتقال والتغييب القسري والتعذيب والإعدامات والتهجير الطائفي[1],وقد أسهمت قوات الاحتلال بتوسيع ظاهرة المليشيات الطائفية[2] وزجها في اجتياح المدن والمناطق بشكل واسع ومنظم, وقد أشاعت الفوضى والقتل وسفك الدماء دون مبرر , كتكتيك حربي أمريكي إيراني وفق فلسفة “الصدمة”, ولوحظ تغير ديموغرافية العاصمة بغداد وفق مخطط طائفي وافد, و تفكيك الدولة العراقية وبيع أصولها وتجريف قدراتها من قبل الحاكم المدني “بول برايمر”,وكان قد حل مؤسسات الدولة والقوات المسلحة وعطل أكثر من 3000مصنع حكومي و4000شركة حكومية .شهد العالم تواطؤ المجتمع الدولي ومجلس الأمن مع العدوان وعبر القرارات 1483-1511 الذي يشرع الاحتلال الأمريكي, ,وقد اصدر الحاكم المدني القرار 97 للاعتراف بالأدوات السياسية الوافدة كمسميات سياسية حاكمة تشكل واجهة سياسية للاحتلال وهو “نظام حاجة” وبمفهوم “الحكومات الفارغة” الذي يخضع لعقيدة “ميلتين فريدمان”,وذلك لتمرير اتفاقيات الوجود العسكري وتحرير العقود التي أسهمت بنهب العراق, وقد اعتنقت الطبقة السياسية الحالية عقيدة بوش التي تقسم الشعب العرقي إلى دويلات الطوائف وأمراء المليشيات , وتعتنق الحكومة ومليشياتها عقيدة “الإرهاب السياسي” من خلال طوئفة القوات الأمنية[3] , خصوصا بعد ان أثبتت التقارير الدولية لمنظمات حقوق الإنسان انتهاكات حقوق الإنسان .الأهداف الإستراتيجية لغزو العراقورثت الولايات المتحدة الأمريكية صهوة القوة بعد تفكك المعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيتي, بعد ان اجتازت أربع ثورات أساسية هي – مكننة الحرب وتوسيع قدرات نقل الذخائر وتطويرها- الهيمنة الكاملة على الميدان النووي ورسم أبعاد انتشاره-السيطرة على الفضاء وعسكرته – ثورة المعلومات وتوظيفها عسكريا,وبهذا التكامل للقدرة العسكرية الأمريكية انطلق رموز الإدارة الأمريكية السابقة لانتهاز الفراغ الدولي لخصخصة الحرب, وتفعيل نظرية “صموئيل هنغتون”[4] , وقد وظفت القدرة العسكرية الأمريكية لتحقيق رغبات الشركات القابضة الأمريكية , مما يؤكد أن الحرب ضد العراق صفقة تجارية لرؤوس الأموال الأمريكية الحاكمة الجشعة, دون الآخذ بنظر الاعتبار أن المضاعفات الإستراتيجية لهذا الفعل , وما تخلفه هذه الحروب من كوارث إنسانية , وانعكاساتها على النظام الرسمي الدولي مع سيادة شريعة الغاب, والتي جعلت من النظام الرسمي الدولي فاقدا مشروعيته وقدراته, ونستطيع أن نوجز الأهداف الإستراتيجية لغزو واحتلال العراق هي :-1. الهيمنة على الثروات الإستراتيجية الطبيعية في العراق وأبرزها النفط والغاز (احتكار, تصنيع, نقل, تسعير , تسويق)[5] إضافة إلى الموارد الزراعية والصناعية.2. أكمال إستراتيجية التواجد العسكري الأمريكي في العراق والمنطقة, وإغلاق الوطن العربي عسكريا عبر شبكة القواعد والتسهيلات العسكرية , وجعل العراق إحدى القواعد اللوجستية ضمن دول التقاطع الاستراتيجي لفرض الهيمنة السياسية [6].3. تطبيق مشروع “الشرق الأوسط الكبير” وتقسيم الوطن العربي من 22دولة الى56 دولة, ولبننه الدول وإلغاء مفهوم الوطن والأمة والنظام , وإذكاء الاحتراب بين الطوائف والأحزاب والمكونات, ضمن نظرية الحرب الديموغرافية, ونشهدها في بقع مختلفة من العالم العربي .4. الدعم الكامل للحليف الاستراتيجي الأوحد للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة (الكيان الصهيوني) , وذلك بإخراج القدرة الصلبة العربية , وعلى رأسها العراق[7] وذلك بتجريف قدرة العراق العسكرية التي تشكل احد عناصر القدرة العربية الشاملة(القدرة الصلبة) تمهيدا لملئ الفراغ الإقليمي من قبل إطراق المعادلة الإقليمية( إيران – إسرائيل) ويفقد العرب بذلك عنصر التوازن العربي في المعادلة.5. إلغاء هوية العراق العربية والإسلامية وتقسيم العراق إلى دويلات طائفية وعرقية[8]و تدمير وتمزيق النسيج الاجتماعي العراقي وتحويل الشعب العراق إلى طوائف وأعراق واثنيات متنازعة وفق عقيدة بوش التي قسمت العراقيين قبل الغزو إلى شيعة سنة أكراد وتركمان وكلدانيين وآشوريين..الخ .خداع وتضليل استراتيجي منظممارست الإدارة الأمريكية السابقة اكبر عملية خداع وتضليل استراتيجي عرفها التاريخ[9], حيث استخدمت الحرب الإعلامية ومؤسسات العلاقات العامة بكامل قدراتها, لتسويق العدوان على العراق, وشهدنا استخدام الخداع والتضليل[10] والتلاعب[11] والتأثير وتزييف الحقائق والتقارير وإيهام الرأي العام الأمريكي والعالمي حول العراق بمحوري أسلحة الدمار الشامل وعلاقة العراق بأحداث 11 أيلول 2001, وكانت غالبية المؤسسات ووسائل الإعلام الأمر
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.