Libya's Painful Choices

<--

خيارات ليبيا الموجعة * خليل قنديل

من تابع نشاطات حلف النيتو في السماء الليبية، وتطبيقات قرارات الحظر الجوي، استناداً لقرارات دولية سنها مجلس الأمن، لا بد وأن يكتشف أن ليبيا تخضع لمراجعة دولية، من حيث التباطؤ الذي يبديه حلف النيتو في توجيه الضربات لقوات القذافي، ومن حيث عدم التنسيق مع الثوار الليبيين الى درجة استشهاد العديد من الثوار جراء نيران صديقة، هي نيران قوات النيتو.

ويتعاظم الشك عند المواطن العربي والليبي معاً، حين يرى القوات الامريكية تنسحب من العملية لأسباب ليست واضحة على الاطلاق، هذا اضافة الى تضارب التصريحات السياسية لرموز المطبخ السياسي الامريكي، وتقلب آراء هذه الرموز تجاه المشكل الليبي برمته.

ان الملقى على عاتق الثوار الليبيين في تحرير ليبيا من القذافي وعائلته، لا يتناسب مع القدرة القتالية للثوار الذين تم تسليحهم على عجل، وأن الاسلحة التي يقاتل بها الثوار في ليبيا تكاد تكون أسلحة فردية ومتواضعة قياساً بالاسلحة المدججة التي تحملها الكتائب القذافية.

وربما من هنا يظل الثوار في قتالهم مع قوات كتائب القذافي في حالة كر وفر، مثلما يظل الثوار أسرى للقتال المباغت الذي تبديه كتائب القذافي، فما أن يحرر الثوار مدينة من المدن الليبية حتى تحصل عملية التفاف لقوات كتائب القذافي.

وهكذا تتوالى الكوارث التي يتلقاها الثوار الليبيين ويتلقاها المواطن المدني الليبي، وربما يجيء الوقت الذي سيتم الكشف فيه عن الجرائم التي ارتكبتها قوات القذافي في مدن مثل الزاوية ومسراطة واجدافيا، وذبح الدروع البشرية التي تحتمي خلفها قوات القذافي.

والمضحك المبكي هو تواصل بعض الجهات الدولية في اطلاق المبادرات السياسية لحل اشكالية القتال، تحت عناوين مثل وقف اطلاق النار، أو تسليم دفة قيادة ليبيا لسيف الاسلام الابن الذي يمثل النسخة المشابه لأبيه القذافي، الذي توعد العرب وتوعد كل من قاتل والده.

وما تزال الخيارات السياسية تطل برأسها على الشعب الليبي وعلى الثوار في كل يوم سواء عن طريق مبعوث الأمم المتحدة أو عن طريق بعض الدول الافريقية، أو عن طريق الساسة الاتراك.

والغريب ان الثوار والشعب الليبي عموماً قال رأيه الواضح والبسيط أن الحل الوحيد لهذه الحرب هو رحيل القذافي وتنحيه هو وعائلته عن ليبيا والرحيل.

لكن يبدو أن العالم بمجمله أصيب بالعماء عن مطلب تحرري للثوار ولكل الليبيين وهو رحيل العقيد، ويبدو أن ليبيا قد دخلت في الخيارات الموجعة

About this publication