The Death of the Symbol and the Legend

 .
Posted on May 5, 2011.

<--

سيظلّ أسامه بن لادن مثيراً للجدل مطوّلاً، فيتّفق معه مريدوه ويختلف معه معارضوه، ولكنّ الجميع سيوافقون على أنه رحل عن الدنيا مقاتلاً شرساً، كما كان كذلك في حياته، فمات وهو يحمل السلاح، وقُدّر له أن يُسقط المروحية الأسطورية أباتشي، وذلك ما عجزت دول عن فعله.

أسامه بن لادن رجل يكاد أن يصل إلى الشخصية الأسطورية، فهو الثري ابن الملياردير الذي ترك حياة رغدة من أجل قناعاته، وغادر القصور ليعيش في الكهوف، فسلب عقول عشرات آلاف الشباب، وتمكّن من بثّ الرعب في عواصم الدنيا، فكان من شأن كلمة قصيرة له أن تستنفر استخبارات العالم بأسره.

حتّى بعد التمكّن منه، وبرصاصة في الرأس كما أعلن، فجثمانه يخيف أعظم دولة في العالم، لترميه في البحر، وتعلن أنه «دُفن» هناك، في تعبير غريب يُناقض المنطق حيث الدفن في التراب، ويناقض الأخلاق، ويناقض الإسلام، ولكن الرعب من الرجل يستأهل تجاوز كلّ تلك المناقضات.

بن لادن لم يكن مؤثراً كقيادي في سنواته الأخيرة، وثبت أنه كان منقطعاً عن العالم، ولهذا فالوصول إلى رأسه يحمل معنىً رمزياً على الجهتين، فالأميركيون والغرب عموماً اقتصّوا منه، ومريدوه ورفاقه حصلوا على رمز قتالي أسطوري حيث الشهيد الذي تقترب سيرته من القداسة، يستأهل الاقتداء.

التاريخ : 03-05-2011

About this publication