One Eyewitness — and Now What?

<--

شاهد عيان – والآن ماذا سيحدث..؟؟

هل سينتهي «الارهاب» بتعريفاته الاميركية بعد مقتل أسامة بن لادن، ام ان «الشيخ» سيصبح ايقونة مقدسة من ايقونات الحركات الاسلاموية المتطرفة لارهاب أكثر عنفا ودموية..؟؟ في هذا السؤال رغبة وقلق، الرغبة ان تنتهي قصة الارهاب حسب الراوي الاميركي وتنتهي معها المطاردات العسكرية الاميركية العنيفة للحرية تحت أقاويل هذه القصة، المطاردات الهادفة للتوسع والسيطرة والاستحواذ، والقلق ان يخلف هذا القتل قتلا أوسع وأبشع خاصة اذا ما تحكمت الرغبات الانتقامية عند الذين سيحملون في قلوبهم تلك الايقونة.

اعرف ويعرف الناس ان ما خلفه بن لادن لنا امر لم يكن مرضيا ولا مجديا ولا ما يمكن التباهي به بأي شكل من الأشكال، ومنذ الحادي عشر من ايلول ذاك ونحن عرضة لأبشع عمليات الهتك والقتل والتدمير التي صفق لها بعضنا وانشغل البعض الاخر في محاولات نفي تهمة الارهاب عنا باللغة الاميركية ومصطلحاتها…!!!

اعرف ويعرف الناس ذلك ومع ذلك لست سعيدا بمقتل بن لادن ولست مستاء أيضا ولا أرى في الشيخ القتيل ولن أرى تلك الايقونة لكنه القلق كما أشرت والخوف ان يشكل مقتل بن لادن مدخلا لفصل جديد في قصة الارهاب المقيتة، اعني ان المعالجة الاميركية لهذه المسألة، لم تكن فقط معالجة سينمائية على نحو ما تفعل هوليوود في افلام الاكشن والاثارة، بل هي معالجة تآمرية على هذه الشاكلة او تلك، معالجة تستهدف ابقاء جذوة العداوة مشتعلة لعمليات مطاردة أوسع وتدخل فض أكثر، ذلك لأن بن لادن ومنذ ان اتسعت فكرة « القاعدة « لم يعد هو المعضلة ولا حتى الزعيم الميداني المباشر، ولم يكن الارهاب جميعه تحت جبته حتى اذا ما قتل انتهت القصة وطوي الملف وتخلص العالم من وحش الارهاب المرعب…!!! اعني ان الولايات المتحدة لا يبدو انها تريد ان تراجع شيئا من سياساتها في الشرق الأوسط وما زالت مصرة على تسوية ما فيه من معضلات جلبت هي الكثير منها، بطريقة الكاوبوي البدوية تماما…!!!

جذر المعضلة الأساسية هنا هو السياسة الاميركية التي ما زالت غير نزيهة في تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط وبخاصة القضية الفلسطينية وأيضا بخاصة قضية الحرية التي تشهد أقبح المعايير المزدوجة.

لا أظن ان مقتل بن لادن سيشكل فرقا مهما في كل هذا السياق بل لربما ان نشوة الانتصار الاميركية التي جعلت الرئيس اوباما نفسه يعلن خبر مقتل بن لادن ستفرض مزيدا من شروط الهيمنة والاستحواذ على المنطقة فقاتل «الوحش» سيطالب بما يستحق من أوسمة ونياشين وأية أوسمة ستكون وأية نياشين…!!!

About this publication