Our Lives Far from Washington

<--

حياتنا – بعيداً عن واشنطن

بات جلياً أن لا طائل من انتظار موقف اميركي محايد.. فالحملة الانتخابية الاميركية ستدخل القضية في سبات لمدة سنتين والمرشحان للرئاسة الديمقراطي اوباما والجمهوري الذي لم يحدد بعد يتعرضان لعملية «صلب» اسرائيلية من قبل اللوبي اليهودي بقيادة نتنياهو لاتخاذ مواقف متطرفة ضد الشعب الفلسطيني. وليست ممن يعولون على اي تغيير في الموقف الاميركي لأن اي موقف شبه متوازن يتم «لحسه» خلال ساعات كما حدث مع اوباما عندما تحدث عن دولة في حدود عام 1967.

لا فائدة من العمل على الجبهة الاميركية لأنها جبهة «ساقطة» في قبضة اللوبي ونتنياهو. وعلينا كفلسطينيين العمل على جبهة الثورات الشعبية العربية لأن واشنطن تعمل بجدية لفصل الثورات وما تبقى من انظمة عن القضية الفلسطينية لصالح اسرائيل. وعلينا ايضا العمل على الجبهة الداخلية الاسرائيلية لأن معسكر السلام الاسرائيلي لم يمت بعد وثمة ما يمكن العمل عليه سواء في اليسار والوسط ويمين الوسط لأن الحوار مع اميركا بات عدميا فالمواقف الاميركية الرسمية في البيت الابيض والكونغرس اكثر تطرفا من المواقف في الشارع الاسرائيلي وفي حكومة نتنياهو نفسها وفي الكنيست فالعمل على الجبهة الاسرائيلية اسهل واكثر فائدة من العمل على الجبهة الاميركية. ونحن مطالبون كفلسطينيين بتوحيد خطابنا السياسي بعد المصالحة.. اذ لا يعقل ان يقول رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل كلاماً محرجاً لاسرائيل على الساحة الدولية كالقبول بدولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967 مع اعطاء السلام فرصة مدة عام وعدم اللجوء الى العنف ثم يخرج من هو اقل مرتبة حزبية منه لكي يقول ان هذا الكلام رأي شخصي وان خيار المقاومة هو الوحيد ولم يسقط ثم انزوى في نفقه مع ان القائل لا يقاوم ويمضي وقته عند «اخواله» غرب قناة السويس ولسان حاله يقول انه ينتظر سيطرة الاخوان في مصر لكي «يحمس» مصر ويضمها الى امارة غزة. فهو يوحي بأن المصالحة مؤقتة رنتيجة مأزق الخروج من دمشق وليس حباً في الوحدة.

الشعب الفلسطيني ككل بكل مكوناته الفصائلية والشعبية لم يسقط اي خيار من خياراته لكن لكل حادث حديث وعلينا ان نخاطب العالم بلغة يفهمها ليتعاطف معنا طالما ان هدفنا اقامة الدولة ونحن لم نقم الدولة في ضواحي نيويورك بل هنا وعلينا مخاطبة الاسرائيليين بلغة السلام لعزل دعاة الحرب والاستيطان فلسنا دعاة تدمير دول او عزلها بل نبحث عن مكان لنا تحت الشمس فلا تتركوا الظلاميين من كلا الطرفين يحجبون الحلم.

حافظ البرغوثي

About this publication