الرئيس أوباما … نحن في انتظار إجابتك!
نقول للرئيس الأمريكي باراك أوباما: إن كنت حاملا راية الديمقراطية في العالم ينبغى لك ألا تحصر الحوار بين الحكومة والمعارضة في خطابك الأخير، هناك طرف ثالث أهم من المعارضة التي كادت تحرق البلد بغبائها، وهو”تجمع الوحدة الوطنية” الذي أعاد التوازن للبحرين بعدما حاولت المعارضة التي تتحدث عنها أن تبيع وطننا إلى إيران، معارضة ارتكبت أبشع أنواع الإرهاب وأشعلت نار الفتنة ولا يمكن القبول بأي حال من الأحوال أن نسمح لأي أحد أن يحول البحرين إلى عراق ثانية. ونحن نعرف أن الجريمة في عرف التاريخ الأمريكي لها عدة ألوان وعدة أسباب وعدة مبررات! حتى ديمقراطيتكم ما هي إلا طلاء لماع لا يلبث أن يزول بعد أول زخة مطر تهطل عليها!
ما الذي تريده المعارضة يا سيادة الرئيس، حرية موجودة، جمعيات موجودة، وتعمل بنشاط وبمباركة الحكومة، وكل معارض على وجه الأرض يتمنى أن تكون بلده مثل البحرين وقيادتها. كل ما تحقق للمعارضة البحرينية لم يتحقق لأي معارضة في أي بلد عربي، وإنْ كنت مستعدا إلى سماع لغة الأرقام، فنحن “حاضرون”.
خطابك بالنسبة لي سيدي الرئيس اعتبره عاديا جدا؛ كون الولايات المتحدة تستغل الصعوبات التي تمر بها المناطق العربية بما فيها نحن في الخليج؛ لتعمل على إحراجنا وتقطف الثمار، والثمار معروفة وهي ثلثَا الاحتياطي النفطي العالمي يقع ضمن المنطقة العربية وعلى الأخص في دول الخليج.
خطابك يعكس الروح الأمريكية التي نعرفها جميعا منذ قديم الزمان، شعور هائل بالثقة، وعملت السلطات الأمريكية على مر تاريخها على ترويج فكرة أن الولايات المتحدة دولة لا تهزم، ونتيجة للتلهف عندكم على تحقيق الرخاء المادي انعكس ذلك على السياسة والأدب!
تحدثت عن أشياء كثيرة، ولكننا نريدك في المرة القادمة أن تطلعنا على الثورات القائمة في بلدكم على المؤسسات، والاستياء على كل ما يقدمه المجتمع الأمريكي أو يعجز عن تقديمه، حدثنا عن الأمريكيين الذين يموتون بالجملة كل يوم في كل الحروب التي ليس لها معنى، وأن هذه الحروب بدأت تقتنص من دخولهم وتؤثر على مستوى الرخاء التقليدي للشعب الأمريكي، وأذكرك هنا بالمقولة الشهيرة التي قالها لستاوتوي ليند: “هل يجب أن نخوض حروبا غير عادلة”؟ حدثنا عن التناقضات داخل أمريكا والمشاكل التي لا حل لها مثل تفاقم المشكلات الاقتصادية وانتشار الجريمة والعنف، مما خلق حالة من التمرد على نظام الحياة الأمريكية ذاتها بأسسه ومفاهيمه. حدثنا عن الشباب الأمريكي الساخط والذي يقاسي أشد الآلام النفسية بسبب الجرائم السياسية الدولية لبلدكم في الصومال والعراق وباكستان وأفغانستان، أطلعنا بشكل مفصل على حكام إيران الذين يرفضون بالغريزة أية محاولة للسلام، وقل لنا ما هو الحل في نظرك لإيقاف المد الصفوى؟
لا يخفى عليك يا سيادة الرئيس أن التاريخ هو من صنع البشر إذا توفرت لديهم حرية الاختيار وقوة الإرادة. ونحن شعب البحرين صنعنا تاريخنا بأنفسنا ونحب “شيوخنا” ونعيش معهم بأمان ورخاء واستقرار، ونحن في انتظار خطابك وردك!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.