في ظل زحمة شعارات الوطنية والسيادة والشرف والكرامة … التي تتصاعد من غالبية العراقيين عند الحديث حول مستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، يبرز السؤال التالي :
هل الشعب العراقي أكثر شرفا وشجاعة ووطنية وكرامة من الشعب الياباني الذي وافق منذ أكثر من ستين عاما على إقامة قواعد امريكية عسكرية على أرضه ؟
وقد أخترت اليابان تحديدا وليس المانيا أو انكلترا أو كوريا أو تركيا أو دول الخليج وغيرها من الدول التي تتواجد على أراضيه قواعد عسكرية أمريكية لأن اليابان تعتبر لدى العراقيين نموذجا رائعا وعظيما للتقدم والتطور العلمي والروح الوطنية العالية والإخلاص للبلد .
ومعروف عن الشعب اليابان انه مقاتل شجاع وشرس ، ومؤكد الياباني الذي نجح في بناء بلدا عظيما بهذا الحجم من الضخامة العلمية والاقتصادية والتجربة السياسية الديمقراطية الناجحة … هذا يعني ان بلدا بهذا المستوى قد وصل فيه المواطن الى أعلى درجات الشرف والولاء للوطن ، فلماذا لم وافق على إقامة قواعد أمريكية ؟
الجواب : يكمن في الذكاء الياباني والروح الوطنية الحريصة على بناء البلد من خلال الإستفادة من التجربة والخبرات الأمريكية التي أنتقلت الى اليابان وخلقت منها هذه المعجزة الكبرى في التاريخ الحديث !
ماذا عن الشعب العراقي الذي يتفاخر بالكرامة والسيادة الوطنية ؟
– سجل العراقيون أعلى نسبة فساد إداري وسرقة للمال العام من بين دول العالم .
– سجل العراقيون أعلى نسبة من بين دول العالم في العمالة لأجهزة المخابرات الإيرانية والسورية والخليجية وبشكل علني مكشوف تم بيع الوطن .
– العراقيون يقتل أحدهم الآخر ويقطع رأسه .
– العراقيون فشلوا حتى على مستوى حفر المجاري ورفع الأزبال عن شوارع مدنهم .
– العراقيون لم يتعلموا أهمية العمل الجماعي حتى من ( النمل ) وتشتتوا وتفرقوا اختلفوا في كل شيء .
والآن وبعد كل هذه الكوارث والإنهيار الشامل في الدولة والمجتمع ، وعندما أصبحنا بأمس الحاجة الى الخبرات ومساعدة الولايات المتحدة الأمريكية لوقف خراب وطننا وبنائه وتطويره … وبعد ان أرسل الله أمريكا هدية ثمينة للعراق … نجد من يتشدق بشعارات الوطنية وينسى مصلحة البلد وفوائد العلاقة مع أمريكا !
لاأريد إلقاء المزيد من اللوم على ابناء شعبي ، فنحن مثال كارثي على عقد تدمير الذات وعدم التفكير بمصالح وطننا ، وإهدار الفرص وتكريس التخلف ، واذا ما تمسكنا بالشعارات الفارغة عن السيادة الوطنية ، وتركنا الأهم وهو حاجة العراق الى العلاقة مع أمريكا ، فإن ضياع هذه الفرصة ستكون واحدة من أسوأ أخطاء الشعب العراقي طوال تاريخه القديم والحديث .
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.