Who Makes Decisions — the Egyptian Street or the White House?

<--

نشرت صحيفة ” واشنطن تايمز ” بأن أعضاء الكونجرس قلقون بسبب فتح معبر رفح، وقليلون من أعضاء الكونجرس حسب الصحيفة يرغبون في تقديم مساعدات لمصر تسمح بتسرب الناس والبضائع بشكل حر إلى غزة التي يسيطر عليها “إرهابيون”، وهذا يعني ربط المساعدات الأمريكية وكذلك الدولية بإحكام الحصار على قطاع غزة، وهذا دليل على أن أمريكا ما زالت غير قادرة على قراءة واقع المنطقة العربية ولا تستطيع التمييز بين ما قبل الثورة العربية وما بعدها.

أمريكا بادرت إلى إقناع مجموعة الدول الثماني التي أعلنت من فرنسا تعهدها بمساعدة كل من مصر وتونس بمبلغ يفوق العشرين مليار دولار، وتلك مجرد وعود شبيهة بوعود مؤتمر فرنسا حين تعهدت تسعون دولة عام 2007 بدعم السلطة الفلسطينية بأكثر من سبعة مليارات دولار تقدم خلال ثلاث سنوات وتخصص من أجل التنمية والإنفاق على مؤسسات السلطة،ثم جاءت وعود شرم الشيخ 2009 بتقديم 4.5 مليار دولار تعهدت بها سبعون دولة من أجل إعادة إعمار قطاع غزة ، وكما ترون فلم تصل مليارات فرنسا ولا شرم الشيخ، وبمجرد أن منعت (إسرائيل) تحويل مستحقات السلطة الضريبية لشهر واحد فقط عجزت السلطة عن دفع رواتب موظفيها، وكما ضغطت أمريكا على السلطة الفلسطينية دون أن تعطيها من المليارات الموعودة فإنها تحاول لعب ذات الدور مع مصر وتونس، حيث إنها تريد من مصر أن تكون تابعا لا لاعبا استراتيجيا في المنطقة فتعيد حصار غزة وتحافظ على تدفق الغاز لـ(إسرائيل) ولا تخالف اتفاقية كامب ديفيد وخاصة فيما يتعلق بالوجود العسكري المصري في سيناء وكذلك منع السفن الإيرانية وأي سفن تتبع ل”محور الشر “من المرور من قناة السويس.

مع انطلاق الثورة العربية في الوطن العربي أثبتت أمريكا فشلها في حماية عملائها في المنطقة العربية، فهي لم تستطع توفير حماية أو شبكة أمان للنظام المصري البائد فتم اقتلاعه دون أي تحرك من البيت الأبيض، وبعد ثورة 25 يناير أصبح تأثير الشارع المصري في القيادة المصرية أكبر من الضغوط الخارجية، ولذلك فإن رضا جماعة الإخوان المسلمين وباقي الأحزاب المصرية عن سياسة القيادة المصرية داخليا وخارجيا هو الضمانة الوحيدة لاستمرارها في الحكم،وبالتالي فإن العودة إلى حصار غزة والانتقاص من سيادة مصر بعدم التحكم في معابرها ووجودها العسكري، وغير ذلك مما تريده أمريكا يستفز الشارع المصري ويقوده إلى ميدان التحرير مرة أخرى.

About this publication