A Bus, a Ship and Ghassan Kanafani

<--

أخفي في داخلي غيرتين سريِّتين من” أمريكا” حرصت على عدم الكشف عنهما.. وربما آن الأوان للكشف عنهما.. بعدما كتبتُ كثيراً عن السلبيات فيها…

نشبت فيَّ الغيرتان منذ أيامي الأولى.. كانت أقرب إلى الشعور اللاعقلاني بأن “هذا يجب أن يكون لي.. لنا.. وليس لهم“.. كنت أشعر كما لو أني أبٌ سلبوه ابنه وهو رضيع، ثم قُدِّر له أن يراه وقد صار شاباً يافعاً محطّ الأنظار..

كنت بالضبط كـ (سعيد) بطل رائعة غسان كنفاني “عائد إلى حيفا”.. حين يترك سعيد وزوجته صغيرهما (خالد) في البيت لوهلة ثم لا يتمكَّنان من العودة إليه، ويأخذهما التيار بعيداً عنه.. وبعيداً عن كل حيفا.. ويعودان بعد عقدين من الزمان ليجدا أن وليدهما لم يعد ابنهما بل صار ابن امرأةٍ يهوديةٍ بولونيةٍ استولت على المنزل برضيعه.. عادا بعد عقدين إلى حيفا ليجدا أن خالداً لم يعد خالداً.. بل صار “دوف”…

كذلك كنت أشعر.. وكان يخنقني شعوري.. كان هذا يجب أن يكون لنا.. نعم، يمكن أن يكون لهم.. ولكن كان يجب أيضا أن يكون لنا… قبل أن يكون لهم..

لا أتحدث عن العلو في البنيان.. فذلك أمر سهل استيراده.. ولا أتحدث عن السيارات الفارهة ولا المنتجات الحديثة.. ففي بعض بلداننا ما يفوق ما هو موجود عندهم (مستورد منهم طبعا!!)… لكن كل ذلك محض قشور زائلة ولمعانها لن يغير من ذلك..

أتحدث عن ما جعل ذلك البنيان ممكناً.. وتلك المنتجات حقيقةً.. (بغضّ النظر عن كون البنيان مبنياً على قواعد خاطئة.. وعن كون معظم تلك المنتجات لا تلبّي حاجاتٍ حقيقيةً بقدر ما تملأ جيوب الملأ الأعلى المهيمن فيها..)

كنتُ في أيامي الأولى في واشنطون العاصمة لا أزال أتعثّر بالأماكن وأتصرّف كما لو كنت طفلاً في أول يوم في المدرسة.. (بفارق أن أمي لم تكن تنتظر عند الباب للطوارئ!).. لم أكن أعرف أحداً في واشنطون.. وكنت أحفظ “على الغيب” ألوان “المترو” الذي يجب أن أستقلّه والمحطة التي يجب أن أنزل عندها ورقم الحافلة التي يجب أن أنتظرها..

وهناك في “ويست فولز تشيرش”west falls church .. وتحت رذاذ المطر، وبينما كنت أركض لألحق بحافلة الساعة الخامسة (كي لا أنتظر لساعة كاملة) وجدت للمرة الأولى ذلك المنظر الذي أثار غيرتي وذلي وهمومي.. وجدت الناس قد وقفوا صفاً.. الواحد تلو الآخر.. كما لو أنهم يصعدون الحافلة.. رغم أن الحافلة لم تكن قد وصلت بعد.. كلّ من يأتي يقف خلف الآخرين الذين وصلوا قبله في تلقائيّةٍ مذهلةٍ.

أصدقكم القول: اكتأبت يومها… وقفت خلفهم وأنا أحمل على ظهري غيرةً غير معقولة الحجم بالنيابة عن الأمة كلها وبالأصالة عن نفسي.. أردت أن أصرخ بهم وبنا أن ثمة خطأً كبيراً هنا.. هذا الصف كان يجب أن يكون عندنا.. كان يجب أن نصدره لهم.. لا أن نقف أمامه مذهولين مذلولين.. لماذا؟.. لأنّ ديننا هو الدين الوحيد في العالم الذي احتوى كتابه المنزَّل على سورة اسمها سورة الصف.. هل هناك شيء يمكن أن يكرّس النظام في أوضح مظاهره وأبسطها أكثر من سورة تتحدث عن “الصف”.. هل أسمع المتململين يقولون: إن ذلك خاصٌّ بالقتال فقط؟.. في الحقيقة إذا كان ذلك قد نزل في القتال.. حيث تعمّ الفوضى غالباً فإنه من باب أولى في الحالات الأخرى.. إذا كان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص.. أفلا يحب الذين يبنون في سبيله صفاً كذلك؟… والذين يعيشون في سبيله.. ويعلّمون ويتعلمون في سبيله.. أليس كلُّ ما نفعله في حياتنا يمكن أن يكون في سبيله؟.. أليست حياتنا –كما يجب أن تكون- جهاداً مستمراً في سبيل الحقّ؟.. أليس الصفُّ هو الشكل الأمثل لذلك.. كما حدَّد هو عزَّ وجلَّ..؟

لم يكن “الصفّ” خطةً عسكريةً فقط.. وما كان يمكن لخطة كهذه أن تنجح أصلاً لو كانت مقتصرةً فقط على ساحات القتال.. بل هي لا تنجح في ساحات القتال إلا إذا سبقها مجتمعٌ تدرَّب على الصفّ في كل خطوةٍ يقوم بها أفراده.. وكان المجتمع قد خاض دورةً تدريبيةً على الصفِّ والصفوف والاصطفاف منذ أن دخلت الصلاة فريضة وركناً من أركان المجتمع.. هل يمكن أن نتخيَّل تدريباً على النظام أكثر من الصلاة التي تجعل العشرات ينتظمون تلقائياً، في صفوفٍ دونما تدافعٍ أو اضطراب.. بالضبط كما يحدث التنفس تلقائياً.. دونما تخطيط أو تفكير مسبق..

وهذا كلُّه مدعاةٌ أكبر للكآبة والاكتئاب.. لو أنّ ذلك كله لم يكن موجوداً في نصوصنا.. وفي تجربتنا التاريخية وكنّا الآن على النحو الذي نحن فيه.. لكان ذلك مفهوماً أو طبيعياً على الأقل.. دون أن يبرّر الاستمرار فيه..

لكن عندما نكون قد امتلكنا ما امتلكناه.. ثم وصلنا للدرك الذي وصلناه، فإن المسافة بين هذا وذاك تكون مؤلمةً ومذلَّةً.. وهذا بالضبط هو شعوري تلك اللحظة يوم وجدت الصفّ ينتظم تلقائياً، الواحد تلو الآخر.. وحافلة الساعة الخامسة لم تأتِ بعد..

وقفت أحمل عاري، كلي ثقة أن أحداً لم ينتبه لكلِّ ما يدور في بالي.. كنت مجرد شخصٍ كئيبٍ آخر في قافلة القطيع العائد من العمل، وفي ذروة أزمة الانحسار الاقتصادي.. أي أن قناع الكآبة كان شائعاً جداً..

في الدقائق المعدودات –إلى أن جاءت الحافلة- تذكَّرتُ أحوال صفوف الانتظار في معظم بلداننا.. لم يحزنِّي البون الشاسع بين الصفّ عندهم واللاصف عندنا بقدر ما أحزنني البون الشاسع الذي يفصل بيننا وبين ما يجب أن نكون عليه بغضّ النظر عن أحوالهم هم..

تذكَّرت الموظف الذي يأتي ولا يأتي بمواعيده الغامضة العصيَّة على الفهم والتوقُّع.. ومحاولات المواطنين لاسترضائه واستعطافه.. والتدافع بينهم على ذلك وعلى الدور، يتبعه تهديدٌ بالويل والثبور من قبله… تذكَّرت “بائع الشاي” أو الساندويتشات ” أو المكتبة المجاورة لباب المؤسسة الحكومية، حيث يوجد هناك دوماً من يعرف أحداً في المؤسسة ومستعدٌّ أن يؤدي لك الخدمة لغير وجهه تعالى..

تذكَّرت الرُّتَب الكبيرة تأتي لتختصر الصف.. والبعض يدخل أحياناً بعدك بساعات ويخرج مظفراً سالماً غانماً قبلك بساعات.. تذكَّرت الموظَّف ينهر المنتظرين.. والتحايل المستمر من قبل بعضهم لتجاوز دور هذا وذاك.. تذكَّرت الحسناء قادمة لتنتظر وقد ارتدت ما يصلح أن يرتدى في حفل زفاف غير مختلط.. وموظف يقرّر أن يكون شهماً فجأة في لحظة حاسمة.. وهذا يقول إنه جاء قبل ذاك.. وأخرى تستعطف الآخرين بأطفال ينتظرون في البيت.. وزوج لا يحتمل تأخير الغذاء.. إلخ.

بدا رذاذ المطر كما لو كان مشاركةً كونيةً لي في حزني وكآبتي، بل بدا كما لو كان تغطيةً عليها.. تذكَّرت قول السيَّاب:

” كم ذرفنا ليل الرحيل من دموع.. ثم اعتللنا خوف أن نلام… بالمطر!”

نعم المطر مفيد ليل الرحيل حتماً-اسألوني أنا عنه!!- وهو مفيد أيضاً لحظة اللقاء بالحقائق.. لحظة أن تكتشف الفروق المؤلمة بين ما يجب أن يكون وما هو أمر واقع…

في كل مرة كنت أصادف المنتظرين صفاً قبل أن تأتي الحافلة كنت أستعيد مرارة اللقاء الأول.. وتناقضات ما هو كائن مع ما يجب أن يكون.. وحسرة ما كان لنا وصار لغيرنا…

لا أنكر أنّ هذا “الصفّ” هو فتنةٌ كبيرةٌ لا تقلُّ عن أية فتنةٍ أخرى يمكن أن تسلب ألباب المغتربين الذين يذهبون إلى أمريكا للدراسة مثلاً، وسرعان ما يذوبون في وعائها.. بل إنها الفتنة الأخطر في رأيي.. الفتن الأخرى التي تعودنا التحذير منها موجودةٌ دون شكّ.. لكنّها غزتنا بسلبياتها في عقر ديارنا.. (الكم أقل ربما لكن النوع ذاته).. أما فتنة الصفّ والنظام فلم يتمّ استيرادها لأنّ المعاهدات والمواثيق غير المكتوبة للعولمة لا تسمح بتصدير إلا ما هو استهلاكيٌّ وعابر..

كانت هذه الظاهرة – وأختها التي سأتحدث عنها في مقالٍ آخر- فتنتي المحتملة في أمريكا.. ليس بأيّ شيء آخر مما يروّج له..

لماذا لم أفتن إذن؟ كيف نجوت من الافتتان؟

الحرص على النظام في أمريكا-ممثّلاً في الصفّ التلقائي الذي تحدثت عنه- هو أمرٌ واضحٌ جداً للعين القريبة.. للعين التي تشاهد الحدث المباشر.. التي تكون جزءاً منه.. عندما تبتعد عن عينك المجردة.. وتحاول أن تنظر للمجتمع ككل.. برؤية شمولية لا تتعثّر بالتفاصيل بل تحيط بها.. فإن النظام لن يكون موجوداً.. بل ربما سيكون هناك العكس منه..

كيف؟.. من الأخير كما يقال.. النظام والانتظام والوقوف التلقائي في الصفّ لا يحدث في أمريكا إلا في الأمور التي ستبدو مساوئ عدم الانتظام فيها مباشرة.. وأقصد بكلمة مباشرة المعنى الحرفي.. أي عندما يؤدي عدم الانتظام إلى تدافع وضرر للمتدافعين.. إنه العقد الاجتماعي الذي بنيت عليه الحضارة الغربية، العقد الذي يقدّس “الحرية الشخصية” ومفهوم “الفردية”.. وينسّق في الوقت نفسه بين حريات وفردية الأشخاص المكوّنين لهذا المجتمع..

سيقول بعضكم: ما المشكلة في ذلك؟.. أليس هذا هو مبدأ “لا ضرر ولا ضرار” ذاته..؟ وهو مبدأ إسلامي واضح..؟ الحقيقة التشابه لا يعدو أن يكون تشابها جزئياً أو هو مجرد تشابه بالأسماء.. لأن الضرر بالمفهوم الغربي يقتصر أولا على النتائج الآنية المباشرة.. وليس على تراكماتها ونتائجها النهائية.. بينما هو في المفهوم الإسلامي يركِّز على نتائجه النهائية “إنما الأعمال بخواتيمها”.. وهو ثانيا فردي في المبدأ الغربي الذي يعتبر مذهب الفردية من أهم إنجازات الحضارة الغربية ( عن حق في بعض الجوانب فقط).. بينما هو في الفهم الإسلامي يركز على الناس” وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ” 17 الرعد الناس.. وليس الفرد أو مجموعة الأفراد.. النفع والضرر هنا يرتبط بالمجموع.. وليس بالفرد الذي قد لا يسمح معدل عمره الشخصي أن يميّز الضرر والنفع الذي قد يتراكم ليؤثر على المجتمع ككل..

مثال على ذلك (وقد يبدو مثالا ًمكرَّراً لكنّ تكراره نابع من شيوعه).. الزنا.. أو العلاقات الجنسية الحرة قد لا تبدو مضرةً من وجهة النظر الغربية.. ما الضرر في الأمر ما دام الشخصان المعنيان بالأمر راضيين ويمارسانه طوعاً وليس قسراً من طرف على آخر..؟..أو كما قالت كاتبة عربية شهيرة على لسان إحدى بطلاتها: ( ماذا يضر الرجل لو أني كنت لمائة رجل قبله ما دمت قد اغتسلت بعد ذلك؟؟!!).. هذا –أو المزيد من الوقاية الصحية- هو ما يجعل الأمر بلا ضرر.. لكن هذا هو الضرر الآني المباشر الذي لا تفقه سواه المفاهيم الغربية.. فللحرية الجنسية مضارُّ أكبر بكثير من “العدوى بالأمراض التناسلية” لكن آثارها لا تأتي سريعاً على شكل طفح جلدي أو تقرحات ,. والتهابات.. بل تأتي النتائج رويداً رويداً وبالتدريج وعلى نحو لا يجعل الأفراد منتبهين.. تأتي في نسب طلاق عالية.. نسبة ولادات غير شرعية.. نسبة عائلات بلا أب.. تأتي في انهيار مؤسسة الزواج، وبالتالي انهيار مؤسسة الأسرة ونشوء أطفال في جوٍّ هجينٍ يحملون معهم ترسباته عقداً تأخذهم يميناً وشمالاً…

هذا الأثر بعيد المدى وتراكميّ وهو لا يخصّ فرداً بعينه، ولكنه يخصّ “الناس” أجمعين.. يخصُّهم فرداً فرداً حتى لو لم يشتركوا في الأمر شخصياً.. الكلّ شركاء في جريمة الانهيار الاجتماعي.. لأنّ المجتمع هو تلك السفينة التي حدّثنا عنها الرسول عليه الصلاة والسلام.. السفينة التي إمّا أن ينجو أفرادها جميعا أو يغرقوا جميعا.. والتي لا يمكن لأيّ فرد فيها أن يكون محايداً… “مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قومٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً “(البخاري)

يمكن لأيّ فرد في السفينة، بحسب المفهوم الغربي أن يدقّ المسامير ليعلّق الصور في ركنه من السفينة.. هذا ركنه الخاصّ به وحريته الشخصية.. ولا ضرر واضح مباشر فيما يفعله.. لكنّ الضرر بالمفهوم الإسلاميّ هو ما يمكن أن ينشأ على المدى البعيد من المسامير الصغيرة التي تبدو غير مضرّة للوهلة الأولى.. لكن تأثيرها بالمجموع يكون مثل تأثير فأس أو معول يخرق السفينة و يسرّب الماء إلى داخلها.. لا حياد هنا.. لا يمكنك أن تكون محايداً تجاه المسامير الصغيرة حتى لو كنت لا ترى ضررها المباشر..

الأمريكيّون يرون المعول الكبير الواضح ويتفادونه بإتقان.. لكنهم تشكّلوا على عدم الاهتمام بأثر المسامير الصغيرة..

لذا تراهم حريصين تمام الحرص على عدم التدافع أمام الحافلة، والوقوف في صفٍّ منتظمٍ قبل وصولها.. لأن التدافع سيضرهم وقد يؤخّرهم.. لكنهم ليسوا بالانتظام والالتزام نفسه في علاقاتهم الشخصية.. إنهم لا يقفون صفاً هناك.. لأن أضرار ذلك لا تبدو مباشرة وآنية.. بل تتراكم ببطءٍ شديدٍ…

لا أتحدّث عن سلبياتهم هنا لأتغنّى بفضائلنا لأنها على وشك الانقراض.. فقد كان من سخرية وتناقض ما حدث معنا هو أننا فقدنا عقيدة الصفّ الذي رسّخه القرآن في الجيل الأول في كل شيء… فقدناه تماما في انتظار الحافلة وفي أنواع الانتظار الأخرى… ونكاد نفقده بالتدريج حتى في علاقاتنا الشخصية في خضمّ حمى التغريب التي تتسرب إلى تحت جلودنا..

رغم ذلك.. نملك فرصةً أفضل من سعيد –بطل رواية كنفاني- الذي لم يكن يملك أن يعيد عقارب الزمن لأنْ خالداً كبر وصار اسمه دوف..

أما نحن فلا نزال نملك أن نسير عكس التيار ونعود إلى نصوص ديننا.. لقد صرنا “دوف” ممسوخاً بطريقة أو بأخرى.. دوف الذي نشأ على غير قيمه وغير ثوابته.. وصار دوف بدلاً من أن يكون خالداً..

لكن هناك عند تلك النصوص يمكن أن نعيد اكتشاف ذواتنا ونولد من جديد…

السير عكس التيار-وصولاً إلى النصوص- لن يكون سهلاً.. ففي التيار أفهامٌ سلبيَّة للنصّ تراكمت وآن أوان استئصالها.. وفيه نصوصٌ ضعيفةٌ صارت جزءاً من عقل جمعيٍّ سلبيٍّ.. وهناك أيضا تيار التغريب الجارف الذي يجتاح كلَّ شيء…

لكنّ الخيار الآخر أكثر صعوبة: أن تدهسنا الحافلة القادمة.. حافلة السيدة البولونية التي جعلت خالدا يصبح “دوف”

About this publication