Clinton and the Threat of Organized Opposition

<--

صبيحة الجمعة الماضية اتحفتنا وزيرة الخارجية الأمريكية بتصريح حول الوضع في سورية قائلة ان على الرئيس السوري ان يبدأ بالإصلاح فالوقت ينفذ ( وإلا فانه سوف يواجه معارضة منظمة ) .

الحقيقة انني لو كنت من افراد المعارضة السورية لشعرت بمزيج من الغضب ومن الاشمئزاز . اما لماذا فان الوزيرة الأمريكية تتحدث وكأن سورية ولاية أمريكية ، وانها – أي الوزيرة الأمريكية – مسئولة عن المعارضة وهي مستعدة لإصدار الأوامر لهذه المعارضة لكي تتصرف بانتظام وان تكون منظمة في اعمالها ونشاطاتها ضد الحكم في سوري.

كما ان حديثها يثير حنق كل وطني مؤمن باستقلال وسيادة دولته – وذلك لأن الوزيرة تتحدث من موقع فوقي وكأنها ( مايسترو ) يوجه التظاهرات والاحتجاجات في سورية . ولو كان الأمر كذلك فلماذا تنادي الوزيرة بالحوار والعمل ولا تلزم المعارضة ( السورية ) بقبول الذهاب فورا الى طاولة الحوار المفتوح وفي العاشر من شهر تموز الجاري؟

ان حديث الوزيرة الأمريكية يوحي وكأن المعارضة السورية ( صناعة أمريكية ) خالصة ، وهي يمكن ان تتصرف بفوضى ان ارادت لها الوزيرة الأمريكية – او بالأحرى الإدارة الأمريكية – وتصبح ( منظمة ) حين تريد لها الإدارة الأمريكية ان تكون كذلك .

واذا كانت التجارب قد اثبتت ان الديمقراطية لايمكن ان تفرض على الشعوب بالمظلات والصواريخ ولا بالاحتلال – كما هو حال الديمقراطية ( الراهنة ) في عراق ما بعد الاحتلال الأمريكي – فان هذه الحقيقة تنطبق ايضا على سورية بالذات . فالدولة السورية أعلنت استعدادها الانتقال الى ( جمهورية جديدة ) هي الدولة المدنية الديمقراطية – متعددة الأحزاب ، والى حد تغيير الدستور بالكامل ، فما ال الوزيرة الأمريكية تلح على عامل الزمن ؟ ما بالها لاتصدر تعليماتها الى من يهمهم الامر من ( معارضي الحوار مع الحكومة السورية ) للذهاب الى الحوار واختبار نوايا الحكومة السورية ووضع تصريحات القيادة السورية على المحك ؟

الأمر المؤكد ان الإدارة الأمريكية تعرف حقيقة ما يجري في سورية تفصيلا ، ومن ذلك وجود تظاهرات سلمية تطالب بما هو حق ، وبوجود مسلحين ( منظمين) أهدفهم غير أهداف الشعب السوري بل الهدم وإشاعة الفوضى ( الخلاقة ) على الطريقة التي دعت اليها غوندوليزارايس وزيرة خارجية ادارة جورج دبليو بوش .

واظن ان على الادارة الأمريكية ان تحذو حذو القيادة الروسية بالدعوة القوية (للمعارضة ) السورية لكي تنخرط في الحوار – قبل ان يفوت الأوان . فالوقت فعلا في غير صالح القوى الظلامية التي ترفض الدولة الديمقراطية المدنية التي إليها تهفو قلوب السوريين وعلى رأسهم قيادتهم بالذات .

About this publication