Clinton Supports the Women of the Gulf!

<--

أخذت حملة نسوة العربية السعودية بفك الحظر عن قيادة السيارة منحى أكثر عمقا مع دخول الولايات المتحدة على الخط، وقد لفتت هذه المسألة نظر صحيفة «الجارديان» البريطانية، فعلقت على تصريحات وزيرة الخارجية البريطانية هيلارى كلينتون على هذا الأمر، فقالت إن تعبير كلينتون ولأول مرة عن حق النساء فى المملكة العربية السعودية فى قيادة السيارة من شأنه أن يلحق مزيدا من الضرر بالعلاقات بين الرياض وواشنطن، تصريحات كلينتون التى جاءت بعد يوم من إعلان الخارجية الأمريكية، أنها تعالج هذه القضية من خلال «الدبلوماسية الهادئة» ما يدل على أن هذا الملف دخل رسميا في سياق العلاقة الأمريكية السعودية، حيث أثنت الوزيرة على احتجاج بعض النساء على هذا الحظر ووصفته بالعمل الشجاع والبحث عن حقوقهم، مشددة على أن هذا التصرف يخصهن (!) مضيفة .. «إنها تأثرت بمحاولات خرق هذا الحظر وتؤيده، لكنها أكدت على حقيقة أن هذا التصرف لم يأتِ من خارج بلادهن» كأنها تريد أن تدافع عن أي تدخل لاحق!

من الجانب الآخر، رأت الجارديان أن مسألة حظر قيادة النساء للسيارات قد وضعت إدارة الرئيس باراك أوباما وتحديداً هيلارى كلينتون فى موقف محرج، فبينما تعارض كلينتون ومعظم مسؤولي الإدارة بشكل شخصى الحظر السعودي، إلا أن واشنطن تعتمد بشكل متزايد على السلطات السعودية في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط والخليج في ظل الانتفاضات التي تكتسح العالم العربي، وعلى هذا الأساس كان عدد من المسؤولين الأمريكيين مترددين في استعداء السعودية، على حد تعبير الصحيفة.

موقف الولايات المتحدة من ملف نسوة السعودية، يعطينا دلالة معينة على آلية تعامل البيت الأبيض مع ربيع العرب، فهو من جهة يريد أن يُظهر الولايات المتحدة في صورة حامية الديمقراطية وراعية حقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه يحرص على التعاون الناعم مع البلاد التي يرتبط معها بعلاقة على درجة معينة من التعاون، فهو يقيس حجم وماهية التصريحات التي يطلقها بميزان الذهب، انتظارا لمدى نمو أي حركة احتجاجية في أي بلد عربي، وهو يصعد من حدة التصريحات طرديا مع تصعيد الحراك الشعبي، فهو والحالة هذه يلحق بمدى سخونة الحدث شعبيا، فيزيد سخونة تصريحاته توازيا مع هذه السخونة الشعبية، وهذا يفسر الموقف الأمريكي الحذر من الحراك السوري، فالبيت الأبيض ينتظر مزيدا من التسخين في الشارع السوري، كي يتحول من تصريحه الدائم، أن الأسد بدأ يفقد شرعيته، مع الحفاظ على الدعوة لترجمة أقواله بالإصلاح إلى أفعال، إلى تصريح قد يرقى مثلا إلى مستوى: على الأسد أن يرحل!

الذين يتطلعون إلى التغيير من الخارج سينتظرون كثيرا، والحالة الليبية حالة شاذة، لها أكثر من خصوصية، فقد شجعت خصومات القذافي مع قادة عرب على خلعه من الجامعة العربية، وبالتالي توفير الجو لمجلس الأمن أن يحاصره، ويغطي الهجوم عليه بقرار أممي، هذا فضلا عن عامل البترول، الذي يعتبره الغرب ملكا له ومجرد «أمانة» في يد العرب، فيما يتعلق بمصر، الشعب حسم المعركة سريعا، أما في اليمن، فالدعم المضاد جاء من دول الجوار لخصوصية علاقتها باليمن، وبالتالي أخر الدعم الخارجي، لأن اليمن خط دفاع أول عن آبار البترول، أما السوريون فسيريقون كثيرا من الدماء قبل أن يأتيهم الدعم الخارجي!

About this publication