The Illegitimate Americans

<--

أبناء أمريكا غير الشرعيين؟!

إبراهيم الشيخ

هل تظنّون أنّ زيارات المسئولين الأمريكان المتكرّرة للبحرين خلال الأسابيع الماضية، جاءت «عبط»! أنا لا أظنّ ذلك بالتأكيد؟!

هل تظنّون أنّ لقاء المسئولين الأمريكان قيادات من جمعية وعد في أحد المقاهي بالمنامة، جاء «عبط»، أنا لا أظنّ ذلك بالتأكيد أيضا؟!

أمريكا اليوم تظنّ أنّها الأب الروحي لمن يدّعي (المعارضة) في البحرين وفي غيرها من الدول العربية، لذلك وقفت بجانبهم وقدّمت لهم كلّ ما تستطيع لتحقيق أهداف إسقاط النظام، وهو هدف ضمن أجندة كبيرة كانت تستهدف دول المنطقة بالتعاون مع أطراف داخلية وخارجية، لكنّها تكسّرت على نصال البحرين؟!

في الوجه المقابل الوفاق وغيرها من أبناء «النفاق السياسي» الجدد! يعتبرون أمريكا التي يسمونها «الشيطان الأكبر»، ويدعون عليها بالسقوط في جميع مظاهراتهم، هي الغطاء والحامي لهم أمام الدولة، في مقابل جميع تجاوزاتهم وانتهاكاتهم السياسية والوطنية والأخلاقية والدينية، ولن أزيد؟!

من الواضح جدا، أنّ أمريكا أقنعت «وعد» بضرورة الطلاق من الوفاق أولا، وبضرورة المشاركة في الحوار ثانيا، لتضمن لها العودة إلى العمل السياسي، بالتنسيق مع الدولة!

أمريكا نفسها، وضعت الوفاق أمام خيارات صعبة، وهي المشاركة في الحوار وقبول الآخر في البلد وإن بصورة شكلية؟!

ذلك أمر يصعب قبوله بالنسبة لقيادات الوفاق لسببين خطيرين وهما: أنّ الاعتراف بالمكوّن الرئيسي الآخر في البلد، سيفقد الوفاق عنوانها الذي مازالت تقاتل من أجله وهو: أكبر جمعية سياسية في البلد؟! حيث تجمّع الوحدة الوطنية سيكون هو الرقم الأوّل والأصعب الذي ستكون الوفاق خلفه؟!

الأمر الثاني – وهو الأخطر – هو أنّ رفض الوفاق قبول الحوار ما قبل تصاعد الأحداث، بالرغم من أنّ جميع الضمانات قد قدّمت لهم عبر لقاءات خاصة بين علي سلمان نفسه وأطراف عليا في البلد، ذلك الرّفض يثبت أن هناك مصالح وهناك نوايا غير صافية كامنة في النفوس، ومتى ما جاء الحوار ونجح، فإنّه سيقلب الطاولة على كل تلك الخفايا والمصالح!

مع ذلك وفي تقديري المتواضع، الوفاق ستشارك في الحوار ملزمة من أمريكا! وهي التي ستأمرها بالمشاركة في الحوار، كجمعية أو كرموز (مع أنّ الأزمة الأخيرة أثبتت فشل الرموز الموجودة جميعها)!

الوفاق ستشارك لأنّها إن لم تشارك في الحوار، فستظهر أمام العالم أجمع أنّها هي التي تقاعست ورفضت أمام مشاركة الجميع! لذلك فهي ستشارك لكن من غير المستبعد أن تمارس الابتزاز أو الانسحاب أثناء الحوار لإرسال رسائل بعدم جديّة الدولة في الحوار؟!

على الدولة اليوم أن تمارس الشفافية المطلقة في أدق تفاصيل جلسات الحوار وكواليسه، على أن تحذر الدولة من أي تفاهمات أو صفقات خارج نطاق طاولة الحوار، فلا الوفاق ولا غيرهم على «رأسهم ريشة»!

في حالة عدم مشاركة الوفاق أو قيامها بممارسة أي نوع من التأزيم، يجب أن يستمر الحوار كما أعدّ له، كما يجب أن تشتغل الدولة إعلاميا بصورة صحيحة وشفّافة، لإبراز أي جهود حثيثة من الوفاق وغيرها لإفشال الحوار أو تعطيله أو تأزيمه؟!

شوكة: التدخّل الأمريكي في البحرين «فاحت ريحته على الآخر»، ولا يعقل أن نكون دولة ذات سيادة، يترك الحبل فيها على الغارب لأولئك لكي «يخيطوا ويبيضوا» والدولة واقفة تتفرّج؟!

About this publication