أفتراضا ً نقول وجود القوات الأمريكية , البرية والبحرية والجوية , كانت من اجل تحرير العراق ومساعدة الشعب العراقي أم غزو العراق ؟ القوات باقية رغم الاتفاقية بالانسحاب وانتهاء المهمات , ولكن أنا أقول ومعي الملايين انهم باقون , نعم باقون الى الأبد , أن كانوا بصفة مساعدة الشعب العراقي , أو مساعدة الحكومة العراقية , أو حماية العراق , المهم باقون .
هؤلاء خططوا لدخول العراق قبل نصف قرن , وتحقق الحلم , فكيف ينسحبون خلال عقد من الزمن ؟ في بغداد أكبر سفارة أمريكية في العالم , مركز دبلوماسي كبير للمنطقة ومركز أدارة لجيش كامل من رجال دبلوماسيين ومخابرات . في كل بقعة من العراق هناك معسكرات للجيش , وأدخلوا البلاد الألوف من الأليات العسكرية والطائرات والأسلحة الخفيفة والثقيلة , وحوالي ربع مليون جندي على المكِشوف , والمخفي العلم عند الله .
جاؤا وعلى دباباتهم سياسيون عراقيون , واليوم هم أعداء بينهم , هؤلاء الرجال المحسوبين على العراق , تركوا النعيم في الخارج من أجل مصالحهم الشخصية وجمع الأموال . حيث أكثرية هؤلاء تنازلوا عن الشياكه والأربطة والسراويل في الحدود العراقية ولبسوا الدشداية والجلباب ووضعوا العمائم وأطلقوا اللحية واخذوا السبحة في أيديهم و منهم من تحول الى شيخ أو سيد و أطلق على نفسة ألقاب مقربة من المراجع الدينية في العراق , ومنهم من غير أسمه ولقبه الأجنبي .
أما الباقون من بقايا النظام , والذين كانوا الركائز الأساسية لأستمرار النظام في مختلف دوائر ومؤسسات الدولة والجامعات , كرفاق وأعضاء الحزب النازي , وغيروا أسماءهم وألقابهم أيضا ً وزوروا الألوف من الشهادات الجامعية وأكثريتهم حصلوا على شرف الدكتوراه خلال أسبوع فقط وبأمتياز . وأستمروا في الركب مع النظام الجديد . هذا كل من فضل بقاء القوات الأمريكية وأستمرار المهازل في تخبط العراق في دوامة الصراع الداخلي والخارجي . وأستمرار الفساد والرشاوي وسرقة أموال الشعب بالمليارات , وأبقاء الشعب المسكين جائعا ً مذموما ً .
ماحصل في الفترة الأخيرة من تصعيد وتيرة الأنفجارات والأغتيالات , وأختيار شخصيات بارزة ووطنية أو ذو ثقل سياسي أو أجتماعي , بالأضافة الى عدم أكتمال مهازل حكومة السيد المالكي وبقائه رئيسا ً للحكومة ووزيرا ً للدفاع والداخلية والأمن الوطني , كل ذلك دلائل تشير الى أن الحكومة غير قادرة على أدارة البلاد من غير القوات الأمريكية رغم أنسحابهم من المدن بشكل صوري , وتمهد الطريق للمطالبة ببقاء تلك القوات . كذلك عدم تنفيذ وتطبيق مواد الدستور وبالأخص أيجاد الحلول المناسبة للمناطق المتنازعة عليها وتوتر الأوضاع في خانقين وكفري وجلولاء وكركوك وموصل وسنجار ومخمور ومناطق أخرى , تمهد لبقاء تلك القوات , عدم توافق القوميات والمذاهب وخلق الفتن الطائفية , تمهد لبقاء القوات , تدخل دول الجوار من كافة الجهات في عمل الحكومة وتوجيه الأحزاب والحركات السياسية , تمهد بقاء تلك القوات , القصف المستمر للمناطق الحدودية في قصبات أقليم كوردستان من قبل القوات الأيرانية والتركية , تمهد بقاء تلك القوات .
أذن من يقول أن القوات الأمريكية ستنسحب , فهو مخطيء , كيف ينسحبون من هذا النعيم وخزائن الدولة العراقية تحت تصرفهم , في زمن الحاكم الأول بيمر , أختفى حوالي 18 مليار بالتمام والكمال , وتوالت السرقات بالمليارات .
وبعد أن أعدم دكتاتور في العراق , اليوم هناك عشرات من أمثال صدام في الدكتاتورية , وبعد أن قتل عدي وقصي ولدّي الدكتاتور , اليوم في العراق العشرات من أولاد السياسيين , يسرحون ويمرحون في العراق ويلعبون بأموال العراق في الداخل والخارج وأكثر قسوة وفسادا ً منهما .
لقد دمروا العراق , وأجبروا خيرة رجال وشباب العراق من الرحيل للخارج وأغتالوا الباقون أو أعتقلوا بحجج وهمية, وأرغموا الشعب على البقاء تحت سقف الفقر رغم انهم يعيشون على أبار البترول , أرغموا الشعب في قبول الرفيق النازي المتقاعد بلقبه الجديد كالشيخ والسيد الفلاني ووضعة على رأس هرم السلطة , وأرغموا أختيار هؤلاء تاره وزراء وتارة اخرى أعضاء في مجلس النواب وتارة أخرى رجال الصحوة وتارة أخرى أرهابيين وقتلة وقادة ميليشيات مسلحة .
الله يكون في عونكم شعب العراق من هذه المسرحيات الهزلية والسيناريوهات المؤلمة , ويكون في عونكم وانتم تتحملون الحروب والمأسي من زمن تأسيس الدولة العراقية .
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.