Obama and Netanyahu Are Different …Yet They Agree!

<--

يبدو أن الانطباع الذي تكوّن لدى متعاطي الشأن العام في الولايات المتحدة عن “عدم الود المتبادل”، أو الحذر المتبادل، أو عدم الاستلطاف المتبادل، بين رئيسها باراك اوباما ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، يبدو أنه صار ثابتاً وأكيداً، وربما بلغ درجة اليقين. والتطور الحاسم الذي جعله كذلك كان صدّ نتنياهو أوباما. اولاً، عندما رفض اقتراحه تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وثانياً، عندما رفض اقتراحه جعل حدود عام 1967 حدوداً نهائية لدولة فلسطين، وإنْ معدّلةً. الا أن ذلك على صحته، يلفت متابعون من واشنطن للعلاقة الاسرائيلية – الاميركية، لا يعني أن الزعيمين المذكورين لا يتفقان على عدد آخر من المسائل. فنتنياهو، برفضه القاسي حدود 1967، كان يتوجه الى ناخبيه في اسرائيل، وليس الى الكونغرس الاميركي الذي كان يلقي خطابه أمامه، فضلاً عن أن اليهود الاميركيين الذين صفّقوا لا يريدون، على ما يعرف الكثيرون، أن يُخيَّروا بين وطنهم الولايات المتحدة ودولة اسرائيل، وذلك رغم اعتبار غالبيتهم اياها وطناً معنوياً تدافع عنه بكل قوة.

ما هي المسائل التي وجد أوباما ونتنياهو نفسيهما متّفقين عليها؟

يلخّصها المتابعون انفسهم بخمس: أولاها، أن اسرائيل ترى نفسها حالياً ومن الناحية الاستراتيجية في وضع سيئ. وأسباب ذلك كثيرة، منها خسارتها تركيا الحليف الاسلامي القوي في الشرق الاوسط. ومنها ايضاً بداية خسارتها مصر بعد الثورة الشعبية الناجحة التي اندلعت فيها في 25 كانون الثاني الماضي. ومنها ثالثاً، اقتناع الزعيمين بأن الشارع الاقليمي والعربي الجديد، المنتفض على أنظمته والساعي الى اصلاحها او اسقاطها، ليس متعاطفاً مع اسرائيل.

وثانيتها، تفاهم الزعيمين الأميركي والاسرائيلي على أن الوضع السيئ المشار اليه أعلاه يفرض معاودة اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية مفاوضاتهما المتوقّفة منذ زمن طويل.

وثالثتها، تفاهم الزعيمين على أن معاودة هذه المفاوضات تستوجب مسبقاً اعتراف الاسلاميين الاصوليين في غزة، أي “حركة حماس”، بحق دولة اسرائيل في الوجود، واعترافهم ايضاً بكل الاتفاقات التي وقِّعت بين اسرائيل و”السلطة” الفلسطينية، وايضاً بينها وبين الزعيم الراحل لمنظمة التحرير قبل قيام السلطة، ياسر عرفات.

ورابعتها، تفاهم الزعيمين على ضرورة البحث عن أنجع الوسائل لمنع السلطة الوطنية الفلسطينية من الذهاب الى الأمم المتحدة (مجلس الأمن أو الجمعية العمومية) بغية الحصول منها على اعتراف بدولة فلسطين. وقد يتحقّق ذلك بعودة المفاوضات المباشرة، كما قد يتحقق بالتلويح بممارسة النقض في مجلس الأمن أو بممارسة ضغوط شديدة في الجمعية العمومية لمنع حصول “اعلان الدولة” على الغالبية المطلوبة. علماً ان نجاح ذلك قد لا يكون مضموناً.

اما خامسة المسائل والقضايا، فهي اتفاق الزعيمين الاميركي والاسرائيلي على وجوب منع ايران الاسلامية من مواصلة تنفيذ مشروعها النووي البالغ الخطورة في رأيهما. وفي هذا المجال أوضح اوباما لنتنياهو أنه يريد دعم “الموجة الشعبية” والديموقراطية الجديدة التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط، اقتناعاً منه بأنها ستكون بديلاً قابلاً للعيش من الأصولية الاسلامية، ولاسيما التي منها عنفية وتكفيرية. وشدد على أن معاودة المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين ستكون عاملاً مساعداً لانجاح كل ذلك.

ماذا عن سوريا بشار الاسد والانتفاضة المندلعة فيها والقمع العنفي الواسع لها عند رئيس اميركا باراك اوباما ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو؟

بداية، يجيب المتابعون أنفسهم عن ذلك بأن الاميركيين يعتبرون أن دور حلفاء اميركا في الغرب لمواجهة تطورات الوضع السوري قد حان. ويعتبرون ايضاً أن هؤلاء الحلفاء يريدون أن يقود بشار الاسد عملية الاصلاح الواسعة التي يطالب بها الشعب السوري، لكنهم (اي الحلفاء)، يدركون اليوم أكثر من أي يوم آخر أنه عاجز عن ذلك أو غير راغب في ذلك. وأسبابه قد تكون كثيرة ومتنوعة لكنها ليست مجهولة منهم. أما عن نظرة الزعيمين المشار اليهما الى اوضاع سوريا، فان المتابعين انفسهم يؤكدون وجود تفاهم او اتفاق بين رؤيتهما لها ولاحتمالات تطورها. كيف ذلك؟

About this publication