A Saudi Threat against the American Veto

<--

الى أين يمكن أن تصل أميركا في معارضتها طلب اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 حزيران 1967، الذي سيطرح للتصويت عليه في أيلول المقبل؟

مع الاقتراب من موعد الانتخابات الاميركية تجديداً لرئاسة باراك أوباما، يمكن ان يتحوّل البيت الأبيض من حريص على المصالح الاسرائيلية الى مقاتل لحماية هذه المصالح. هذا يعني أن واشنطن ستتجه الى الانخراط في اشتباك قوي مع الدول العربية والاسلامية التي تؤيّد حصول الفلسطينيين على اعتراف أممي بدولتهم المنشودة.

والمسألة هنا ليست مسألة خلافات في المواقف يمكن طي صفحتها. إنها مسألة موقف للتاريخ، قد يشكل طعنة أميركية تدمي العلاقات مع الدول العربية، التي طفح كيلها من الانحياز الأعمى إلى إسرائيل ومن فشل كل المساعي التي بذلتها لدفع التسوية، رغم وجود “المبادرة العربية للسلام”، التي قدمها خادم الحرمين الشريفين وأقرتها القمم العربية تباعاً منذ عام 2002!

يكفي في هذا السياق أن نقرأ المقال المهم الذي كتبه الأمير تركي الفيصل في “الواشنطن بوست” (2011/6/11) وجاء فيه انه “في غياب المفاوضات من حق الفلسطينيين التوجّه الى الأمم المتحدة لطلب الاعتراف بدولتهم، وهم سيحظون بالتأييد السعودي الكامل، لا بل ان الدول العربية وعدداً من دول العالم سيؤيدهم” (117 دولة أعلنت تأييدها حتى الآن).

وأضاف: “ان السعودية هي المؤيدة الأساسية للفلسطينيين على كل الأصعدة. وهي القادرة على توحيد معظم الدول الاسلامية في تأييد الكفاح الفلسطيني، وستستخدم قدراتها الديبلوماسية وصلاحياتها الدينية لدعم مطالبتهم بالحصول على اعتراف دولي”.

ويؤكد الأمير تركي “ان استعمال الفيتو الأميركي، ستكون له آثار محمّلة بالمصائب على علاقات أميركا مع السعودية، وان الفجوة بين العالمين العربي والاسلامي والغرب ستتسع ومعالم الصداقة والتعاون بين الطرفين قد تتأذى.

لا داعي لاعتبار كلام الفيصل نوعاً من التحذير السعودي لأميركا، لكن الأمير يملك تاريخاً مهماً في المسؤولية الرسمية وصوتاً مسموعاً في المملكة، ولهذا فإن مقاله يشكّل محاولة للإضاءة على واقع الغضب من الانحياز الأميركي الى اسرائيل، الذي لم يعد مقبولاً ولن يكون محمولاً على الاطلاق، إذا أفشلت واشنطن رغبة دولية متسعة وشبه شاملة في الاعتراف بحق الفلسطينيين في الدولة.

لقد سقطت كل وعود أوباما أمام عناد بنيامين نتنياهو، الذي تجاوز حدود الإهانة في الاستخفاف بالبيت الأبيض، فتصوّروا!

About this publication