American Money

<--

الأموال الأمريكية‏..!‏

يحق للرأي العام أن يعرف الأموال التي تلقتها جميع الجهات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي, وما إذا كانت عملية التمويل تمت وفقا للقانون أم بعيدا عن القنوات الشرعية المنظمة لهذا النوع من تلقي الأموال, وهي مسألة لا تغضب أحدا علي الإطلاق ممن حصلوا علي هذا الدعم أو الدول المانحة لهم.

فالتمويل الخارجي هو مسار قلق للمصريين, فيكون علي الجهة التي تتلقي الأموال تنفيذ ما تكلف به من مسئوليات طبقا للأجندة التي تريدها الجهات المانحة, فليس من المعقول أن تقدم الدول ما تسميه المنح لوجه الله, أو حبا في هذا أو ذاك, بل لتحقيق مصالحها, وما جاء في بيان للسفارة الأمريكية قبل أيام عن فتح الباب للراغبين في الحصول علي هذه المنح, يعد تدخلا في الشأن الداخلي, فالسفارة بهذا الإجراء تلتف حول القانون المنظم لتلقي الأموال لكل الجهات داخل مصر, وهنا أسأل: أين الخارجية المصرية من التدخل الأمريكي السافر دون إعتبار للسيادة؟!

والولايات المتحدة لديها سجل طويل في هذه النوعية من التدخلات, ففي ديسمبر 2008 أسست مركزا لدعم الحركات الشبابية, ونظمت المؤتمر الأول بمشاركة العديد من الشخصيات في نيويورك, ومنهم جارد كوهين أحد المسئولين في جوجل, والمقرب من هيلاري كلينتون ومن قبلها كوندوليزا رايس, وعقدت هذه المنظمة مؤتمرين آخرين في المكسيك ولندن, وتزامن ذلك مع قيام الملياردير الأمريكي جانك بوند الذي ترأس مجلس إدارة فريدم هاوس بيت الحرية من عام 2005 ـ 2009, بتأسيس مركز بلجراد, الذي فتح أمام الشباب من كل حدب وصوب, حتي يكون لأمريكا يد في بناء الدول المدنية بالشرق الأوسط ومنها مصر.

فالقانون المصري يجرم حصول أي جهة علي تمويل بطريق غير شرعي, ودول العالم كلها تضع الضوابط لتنظيم المنح والتبرعات, فأمريكا تمنع الجمعيات المحلية من تلقي أي مساعدات من الخارج وأطالب الجهات الرقابية بمتابعة هذه الأموال التي دخلت مصر وتحديد من تلقوها, علي أن تعلن حكومة د. شرف, وبكل شفافية حجم هذه الأموال والأشخاص أو الجهات التي تحصلت علي تلك المنح, وفي حالة ثبوت مخالفة أحد للقانون تقدم الأدلة الي القضاء.

الشرفاء لا يخشون الإجراءات التي ستتخذها الحكومة في هذا الشأن, فهدفها تحصين المجتمع المصري من ألاعيب الدول, والادانة ستكون للفئات التي تلقت هذه الأموال بالمخالفة للقانون, وفي تلك الحالة يجب علي ائتلافات الثورة إبعاد أي شخص يثبت بالدليل القاطع صلته بالتمويل الأجنبي لكي تحافظ الثورة علي نفسها من هؤلاء الدخلاء عليها.

About this publication