U.S. Disappointment

<--

خيبة أمل أمريكية

هالة كمال الدين

(نحن نشعر بالخيبة من عدم السماح بمراقبة الانتخابات المصرية)!

هذا ما أكده فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، والذي اعترف (بعد ساعات من مغادرة جيمس بيفر مدير مكتب هيئة المعونة الأمريكية القاهرة مؤخرا، وسط ضجة كبيرة حول التمويل الأمريكي لبعض الحركات السياسية، ومنظمات المجتمع المدني في مصر) بوجود خلافات حول هذا الموضوع مع مصر، مؤكدا أن أمريكا لا تريد التدخل في الشؤون المصرية.

في كتابها (أمريكا والتدخل في شؤون الدول.. مرحلة ما بعد الحرب الباردة) تلقي الباحثة صفاء خليفة الضوء على أمريكا وسلوكها التدخلي، وتحديدا عقب انهيار حائط برلين في 9-11-1989 الذي كان زواله يعني بداية حقبة جديدة، قوامها هيمنة أمريكا فعليا على تقرير مصير النسق.

وتضيف خليفة أنه منذ بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي، أصبحت قضية التدخل باسم الإنسانية من ابرز القضايا المطروحة على قائمة الاهتمامات العالمية، حيث شجعت لحظة الأحادية القطبية وانفراد أمريكا بالنسق الدولي على أن تكون اكثر رغبة في التدخل عمليا في أي مكان وزمان تختارهما، وكان شعارها هو التدخل لاستعادة الديمقراطية، أو الاعتبارات الإنسانية.

أمريكا نصّبت نفسها الحارس الأمين لحقوق الإنسان في العالم، والحامي الأوحد للديمقراطية، ومن ثم خلطت الأمور، واعتبرت مسائل تعد من صميم الاختصاص الداخلي للدول، أنها أمور تهدد السلم والأمن الدوليين، ودست أنفها في شؤون غيرها في سياق هذا المنطق وبموجب أحكام الفصل السابع من الميثاق، كنوع من إضفاء الشرعية على قراراتها بالتدخل.

ومن هذا الباب (الإنساني الديمقراطي المزعوم) فرضت أمريكا على العالم مشروعات الإصلاح السياسي، واختارت لنفسها دور الهيمنة من أجل الإنقاذ، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي مثلت نقلة خطيرة في هذا السلوك الأمريكي الجائر.

أمريكا.. إن تدخلك في شؤون غيرك من باب الإنسانية.. إنما هو أبشع أنواع انتهاك الإنسانية!

أمريكا.. ليتك تهتمين بترميم بيتك من الداخل.. واتركي للآخرين مهمة إصلاح بيوتهم..

فهم كفيلون بذلك.

About this publication