Obama and the Uncertain Outlook for the 2012 Election

<--

أوباما وضبابية الرؤية لانتخابات 2012

شؤون سياسية

السبت 20-8-2011

غالب حسن محمد

في الوقت الذي بدأت فيه الغيوم تتكشف في حملة الصراع الانتخابي بين الجمهوريين والديمقراطيين في أميركا يبدو أن الوضع الاقتصادي لايزال في حالة غيبوبة تامة فسوق العمل بائس وضعيف وبورصة الأوراق تتذبذب

والجمهور والشعب الأميركي يزداد تشاؤماً يوما إثر يوم ويظهر خطر الركود قادما لامحالة. النمو الاقتصادي معدوم أو شبه معدوم، معدل البطالة وصل إلى أعلى نسبة له حتى الآن، المواقف السياسية الخارجية تغرق في التخبط، الخسائر البشرية تزداد كل يوم في العراق وأفغانستان خاصة في الربع الثاني من العام الحالي، التوتر الشديد هو سيد الموقف في المفاوضات بين الكونغرس والبيت الأبيض خصوصاً فيما يتعلق بشأن رفع سقف الدين العام وتقليص عجز الميزانية الفيدرالية.‏

هناك فقدان أو ضعف في الثقة بين الأميركيين والإدارة الحالية للبيت الأبيض.‏

أمام هذا المشهد وهذا الضعف في الأداء يتبادر إلى الذهن سؤال كيف تظهر ملامح انتخابات عام 2012؟‏

من المعروف لدى المراقبين أن الديمقراطيين في جميع حملاتهم الانتخابية السابقة كانوا يركزون على الظروف الاقتصادية المحلية في حين كان الجمهوريون يركزون على السياسة الخارجية والأمن القومي ولكننا الآن نشاهد بأن الانتخابات القادمة سوف تجري ونسبة البطالة قد تجاوزت 10،1 بالمئة وهي أعلى نسبة منذ أيام فرانكلين روزفلت حتى الآن.‏

هنا نلاحظ الرؤية غير الواضحة رغم اتفاق اللحظة الأخيرة والقاضي برفع سقف الدين الفيدرالي هل سيحل كافة المشاكل العالقة؟ فالتضخم مازال في ارتفاع، تكاليف الرعاية الصحية إلى تزايد مضطرد والبون الشاسع حول حل مشكلة رفع عائدات الضرائب.‏

لقد حاول الرئيس أوباما من خلال مفاوضاته الطويلة مع رئيس مجلس النواب التوصل إلى صفقة مهمة تظهره بمظهر الزعيم صاحب الرؤية الاستراتيجية المتبصرة والتي يسمو فيها فوق الحسابات الحزبية ولكن يبدو أن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ليس لديه أي مصلحة في مساعدة الرئيس على الظهور بمظهر جيد، بدا ذلك واضحاً في تفضيل المفاوضات مع نائب الرئيس ومع زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد وليس مع الرئيس أوباما وهي المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق الذي أعلن عنه ظهر الرئيس أوباما وكأنه ضحية أكثر منه بطلاً كما كان يحلم وبدا بصورة المسلوب الإرادة.‏

كلا الصورتين لم تفيدا الرئيس بشيء حيث تؤكد الاستطلاعات أن أوباما لم يستطع أن يحقق أي نقاط في أعين الأميركيين. حاول الديمقراطيون إيجاد نوع من العزاء في المقارنة بين انخفاض شعبية الكونغرس مقارنة مع أوباما.‏

الواضح من خلال المراقبين أن أوباما يعاني من غياب الرؤية الكاملة ويعاني قلة ثقة حتى المؤيدين له وذلك بشأن الأشياء التي هو مستعد لخوض قتال من أجلها خلال المفاوضات الطويلة التي جرت وسبقت الاتفاق. حول رفع سقف الدين الفيدرالي برز موقف واضح للرئيس أوباما وهو أن أي اتفاق يجب أن يكون متوازناً أي يشمل عائدات الضرائب الجديدة إلى جانب تخفيضات في الانفاق ومع هذا نراه يتراجع أمام المعارضة الجمهورية حتى على طلبه الوحيد هذا.‏

لقد ظهرت انتصارات الرئيس أوباما في المفاوضات وما توصلت إليه من نتائج شكلية بعيدة عن المسائل الجوهرية. في المقابل عانى الجمهوريون من افراط في الوضوح حول تخفيضات جديدة في الانفاق وتجنب ضرائب جديدة.‏

الآن يحاول زعيم البيت الأبيض ومساعدوه تغيير الموضوع الرئيس للنقاش والذهاب إلى شيء آخر ألا وهو خلق الوظائف.‏

الأمر الذي يدفعهم إلى الطلب من الكونغرس تمديد تأمين طويل المدى على البطالة وتجديد خفض الضريبة على الأجور وتمويل بنك للبنى التحتية، وقد أعطى الجمهوريون إجابات تبدو متطرفة لدى كثير من الناخبين ولكن مع كل هذا فهم واضحون في نظرتهم ورؤيتهم للمستقبل. والمطلوب الآن من الرئيس أوباما وفريقه الوقوف ملياً ومواكبة وضوحهم في حال كان يأمل في الحفاظ على منصبه في الانتخابات المقبلة.‏

About this publication