Rescuing Israel from the United States

<--

حياتنا – انقاذ اسرائيل من اميركا

المشروع الاسرائيلي الأخير لتهجير عرب النقب واجلائهم عن أراضيهم التي تقدر بمئات الآلاف من الدونمات مقابل دونمات سكنية وبعض المال يشكل ما يمكن وصفه بنكبة جديدة لعرب النقب، اذ يأتي هذا المشروع في خضم الاعلان عن مشاريع استيطانية في الضفة، فاسرائيل على عجلة من أمرها لسحب بساط الأرض من تحت أقدام أصحابها وفرض استيطانها بالقوة فيما لا ينبس أحد من الدول التي فتحت أفواهها يوم امس جراء مهاجمة السفارة الاسرائيلية في القاهرة ببنت شفة حول المشروع التهجيري العنصري. لا يمكن الا ان نؤكد عدم وجود رغبة اسرائيلية في أية تسوية سلمية في ظل حكومة الاستيطان ولا يمكن الا ان نؤكد ان الداعم الأكبر للاحتلال هو واشنطن التي ما زالت تشكل مصدر التمويل والتسليح والاستيطان وتعمي بهذا الدعم عيون الاسرائيليين عن مخاطر هذه السياسة الاستيطانية العدوانية وتعرضهم للخطر الماحق مستقبلا، بل تعرض المنطقة ككل للاضطراب.

فالاميركيون رغم انهم يدركون تفاصيل أدق القضايا وخاصة فيما يتعلق بالوضع الحالي الذي وصل الى طريق مسدود بسبب السياسة الاسرائيلية الاستيطانية الا انهم يضغطون على الطرف الضعيف وان كان صاحب حق وهو هنا الطرف الفلسطيني ولا يمارسون أي ضغط على المعتدي الاسرائيلي وكأنهم وبعض الاوروبيين مستأجرون لمهمة الدفاع عن الباطل ويصل الأمر الى ذروة الوقاحة عندما يحمل الاميركيون الجانب الفلسطيني مسؤولية أي اعتداء على اميركي في الشرق الاوسط في حالة استخدام الفيتو ضد المسعى الفلسطيني لنيل العضوية في الأمم المتحدة، فهم يخشون من انكشاف السياسة الاميركية التي تحاول استرضاء واحتواء الثورات العربية وتحييدها لمصلحة اسرائيل والاجحاف بالحقوق الفلسطينية وهذا أمر لا علاقة لنا به .. فالاميركيون تعرضوا لاعتداءات في دول الخليج واليمن والمغرب والاردن ولبنان ويموتون يوميا في العراق لأسباب لا علاقة للفلسطيني بها، أما اذا ارادوا تحميلنا وزر الغضب الشعبي المرتقب على سياستهم، فهذا أمر مرفوض لأنهم هم من يمارس سياسة عدائية ضدنا وهم يزينون لحكومة اسرائيل المضي في سياستها اللاسلمية .. اذ يبدو ان المطلوب انقاذ اسرائيل من الحب الاميركي الذي سيؤدي بالاسرائيليين الى التهلكة، وقديما كان الرئيس المصري السابق مبارك يردد عبارة «المتغطي بالاميركيين عريان» وعلى الاسرائيليين ألا يثقوا بالغطاء الاميركي حتى لا يجدوا أنفسهم عراة أمام الغضب العربي العارم.

About this publication