Palestine: What Would They Do with a Land of Only Olives and Thyme?

<--

فلسطين.. ماذا يفعلون في أرض لا يوجد فيها سوى الزيتون والزعتر؟!

عبد المنعم ابراهيم

تشهد أروقة هيئة الأمم المتحدة تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة، تكاد تكون أشبه «بسوق عكاظ» عالمي!.. والموضوع المحوري هو تقدم السلطة الفلسطينية بطلب إعلان (الدولة الفلسطينية) في مجلس الأمن، الأمر الذي ترفضه اسرائيل، وتهدد أمريكا باستخدام (الفيتو) لإفشال القرار في حالة موافقة الأغلبية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولكن أمريكا لا تريد إحراج نفسها دوليا باستخدام (الفيتو) إلا اذا كانت مضطرة الى ارضاء الطرف الاسرائيلي، لذلك فهي تمارس ضغوطا كبيرة على بقية الدول التي لديها عضوية حاليا في مجلس الأمن، وهي 15 دولة، ومطلوب موافقة 9 دول للسماح بالتصويت، وقد كتب الكاتب (عبدالرحمن الراشد) في الزميلة «الشرق الأوسط» يوم أمس يقول: (رغم سهولة رفع اليد، فإن الحكومة الأمريكية تأمل ألا تضطر الى ذلك، وتفاديا للحرج تحتاج الى اقناع دولة اضافية واحدة فيفشل المشروع من دون (فيتو)، وهي تمارس الضغوط على ثلاث دول تحديدا، وهي البوسنة ونيجيريا والجابون.. ولسنا واهمين.. نعرف أن مشروع إعلان الدولة الفلسطينية لن يتحقق، إما بسبب نقص الأصوات، واما بفيتو المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن.. ومعركة الدولة الفلسطينية ستشتعل أيضا في القاعة الكبيرة، حيث ان الجمعية العمومية بدأت من أمس الى تسعة أيام لاحقة، حيث سيتبارى في الحديث عنه دول العالم الـ 193، من بينها 116 دولة شبه مؤكد تصويتها لصالح الدولة الفلسطينية).

وموضوع (الدولة الفلسطينية) يثبت أن أمريكا تنحاز بشكل واضح الى جانب اسرائيل التي يحكمها حاليا المتشددون، وفي الوقت الذي باركت فيه (واشنطن) وساعدت على قيام دولة (جنوب السودان) نجدها لا تعترف بحق الشعب الفلسطيني الذي يناضل منذ خمسين عاما ليكون له مقعد في هيئة الأمم المتحدة!

وأمريكا التي قالت إنها مع ربيع الثورات العربية! نجدها هنا لا تعترف بالثورة الفلسطينية! بل لا تعترف بحق الفلسطينيين في أن يكون لهم (دولة) مثل بقية شعوب العالم.. وهنا يبدو التناقض واضحا، حيث يتم التهليل للثورات العربية وتقديم المساعدات المالية والعسكرية واللوجستية لها، بينما ثورة أصيلة ومشروعة منذ خمسين عاما لا تتبناها واشنطن!

لو كانت فلسطين أرضا فيها نفط أو غاز أو معادن ثمينة لسارعت واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي، ومعهم حلف الناتو، إلى تأييد قيام الدولة الفلسطينية! لكن ماذا يفعلون في أرض عربية لا يوجد فيها غير الزيتون والزعتر؟!

About this publication