The U.S. Supports the Arab Spring While Opposing Palestinian Rights

<--

ظهرت ازدواجية المعايير الدولية في ما يتعلق بالحقوق الفلسطينية من جديد بعد أن هددت وزيرة الخارجية الأميركية منظمة اليونسكو بقطع التمويل عنها في حال تم قبول دعوة فلسطين للانضمام الى المنظمة كدولة مستقلة. المنظمة اتخذت قرارا تاريخيا برفض هذا الابتزاز السياسي الواضح ووافقت على قبول عضوية فلسطين لتحقق بالتالي النصر الدبلوماسي الأول في طريق طويلة وشائكة سيخوضها الشعب الفلسطيني لتثبيت حقوقه السياسية وهدفه في اعلان الدولة الفلسطينية.

لقد قدمت الادارة الأميركية دعما لحقوق الشعوب العربية التي تخوض صراع الاصلاح السياسي والانعتاق من التسلط السياسي في كثير من الدول حتى وصل الأمر الى التدخل العسكري المباشر من خلال حلف الناتو في الحالة الليبية. ولئن كانت هذه التدخلات مهمة جدا لمساندة ثورات شعوب عربية مقهورة، فان الأولى هو أن تلتزم الادارة الأميركية بنفس المعايير الانسانية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال منذ عقود طويلة، حيث يبقى هذا الشعب هو الوحيد الذي يعاني من الاحتلال في كافة أرجاء العالم ولا زالت الادارة الأميركية تقدم الدعم والمساندة للاحتلال الاسرائيلي.

لا يزال الدعم الأميركي هو الذي يمنح الحصانة السياسية لاسرائيل للاستمرار في الاحتلال والتهويد والاستيطان وتجاوز كافة المعايير والمرجعيات الدولية ولا يزال هذا الدعم مستمرا ومتواصلا حتى في ظل الكلام الانشائي العذب الذي يسمعه الفلسطينيون والعرب أحيانا من الادارة الأميركية، ولكن عند المفاصل الجادة والمحورية حيث تظهر النوايا الحقيقية تقف الادارات الأميركية المتعاقبة دوما الى جانب اسرائيل.

لقد كشفت خطوة تقديم طلب انضمام فلسطين الى الأمم المتحدة الكثير من المواقف الحقيقية، وحتى في سياق الصراع السياسي الفلسطيني نفسه وأحرجت الكثير من الجهات التي كانت تدعي الحرص على مصالح الشعب الفلسطيني ولكنها عند الاختبار الحقيقي لجأت لدعم اسرائيل ومحاولة تأجيل الطلب الفلسطيني.

اسرائيل والولايات المتحدة بالذات ستحاولان تجنب اية تداعيات سياسية واسعة قد تحدث نتيجة موافقة ممكنة للامم المتحدة على طلب العضوية الفلسطيني من خلال العمل المستمر على منع هذه الموافقة ولو بالتهديد كما حصل مع منظمة اليونسكو أن مثل هذه الموافقة ستمنح الفلسطينيين الكثير من المزايا الدبلوماسية والسياسية القانونية وتجعل من انشاء الدولة مسألة وقت ليس أكثر.

الرأي العام العربي الذي تابع وهو يشعر بالمفاجأة دعم الادارة الاميركية لتحركات الشعوب العربية نحو الحرية سيعيد النظر مرة أخرى بنوايا هذه التحركات الأميركية في حال استمر الموقف المعادي للحقوق الفلسطينية، لأن الشباب العربي في ليبيا ومصر وتونس وسوريا والذين يطالبون بالحرية والديمقراطية هم تماما نفس الشباب الفلسطيني الذين يناضلون من أجل الاستقلال منذ عقود ولا يجدون من الادارة الأميركية الا العداء وازدواجية المعايير والدعم المباشر والمستفز لماكينة الاحتلال والقمع الاسرائيلي.

About this publication