America's Hazardous Game at the U.N.

 .
Posted on October 14, 2011.

<--

لعبة أميركا الخطرة في الأمم المتحدة

غير معجب جون ويتبيك : 5 تشرين أول 2011 ارتفع عدد الدول التي اعترفت دبلومايا بدولة فلسطين الآن إلى ١٢٨ دولة وبقيت ٦٥ دولة فقط واقفة في الجانب الخطأ من التاريخ والإنسانية.

وإذا تجاهل المرء دول جزر الكاريبي والهادي الصغيرة فإن معظم الدول غير المعترفة هي دول غربية، بما فيها دول استعمارية تأسست على التطهير العرقي للسكان الأصليين، وكل الدول الأوروبية الثماني ذات التاريخ الاستعماري سابقا.

ويبدو أن الاستراتيجية الأميركية لإحباط طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة هي محاولة لحرمان فلسطين من أصوات الموافقة التسعة في مجلس الأمن بإقناع كل الدول الأوروبية الخمس (البوسنة التي اعترفت بفلسطين وفرنسا وألمانيا والبرتغال وبريطانيا) وكولومبيا (الدولة الجنوب أميركية الوحيدة التي لم تعترف بدولة فلسطين) بالامتناع عن التصويت، ما يبقي ثمانية أصوات موافقة فقط. وهكذا لن تكون هناك حاجة لتصويت أميركا بالفيتو.

وحتى مع معرفة الجميع أن مجلس الأمن سيوافق بالإجماع على عضوية فلسطين إذا أعلنت الولايات المتحدة عن موافقتها، فإن التفسير والتوقعات وراء هذه الاستراتيجية، كما هو واضح، أنه في غياب الفيتو لن يلاحظ أحد البصمات الأميركية التي أدت لهذه النتيجة، ولن يغضب أحد (خصوصا في العالمين العربي والإسلامي) من إحباط أميركا لطلب العضوية الفلسطيني، كما سيزحف محمود عباس وزملاؤه إلى القفص الذي نجوا مه مؤخرا بشكل غير متوقع ودراماتيكي، ويعودوا مؤدبين وخاضعين، ليستأنفوا الركض على العجلة الاسرائيلية- الأميركية دون تفكير.

هذه ليست ببساطة استراتيجية ساذجة، لكنها استراتيجية خطرة- وليس فقط لأن قيادة السلطة الفلسطينية التي عرفت معنى التنور، قد استعادت احترامها لنفسها وكرامتها الإنسانية، ولن تعود زاحفة إلى قفصها.

ولن يكون الفيتو الأميركي أمرا كبيرا ولا سيئا. فهو سيؤكد دون شك الحقيقة المحزنة والمهينة التي يعرفها الناس في أرجاء العالم، وهي أن الولايات المتحدة موالية لإسرائيل، وتنفذ أوامرها باحترام. وبالقيام بذلك، فإن الفيتو الأميركي سيضع حدا لتأهيلها لدور هام في أي “عملية سلام “حقيقية في الشرق الأوسط تحل محل الدور الزائف الذي قامت به لصالح اسرائيل خلال العشرين عاما الماضية، وبالتالي ستاح للسلام فرصة.

وفعليا فإن وضع الدولة المراقبة سيمنح لفلسطين نفس المزايا الممنوحة للدول الأعضاء (أهم المزايا هو إمكانية وصول فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية، حيث ستقاضي اسرائيليين على جرائم حرب وعلى بناء المستوطنات وجرائم ضد الإنسانية)، والفيتو الأميركي في مجلس الأمن، وبعده رفع مستوى فلسطين لدولة مراقبة من جانب الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ربما يكون أكبر خطوة بناءة بالنسبة لفلسطين- حتى أفضل من عضوية كاملة في الأمم المتحدة مع امتثال لأميركا مع احتفاظ الولايات المتحدة بهيمنتها على أي “عملية سلام”.

وربما يأمل الإنسان بشكل واقعي أن القوة الدولية الجديدة التي ستتولد في الأمم المتحدة (المكونة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) – وكلها أعضاء الآن في مجلس الأمن الدولي اعترفت بدولة فلسطين، ومن المتوقع أن تصوت لصالح عضويتها) مع الاتحاد الأوروبي تستطيع جمع قواها لتحريك المجتمع الدولي وراء جهد حقيقي ونشط لتحقيق السلام مع قدر من العدالة.

من الناحية الثانية، فإن استراتيجية أميركا لامتناع الأوروبيين بالإجماع عن التصويت، لو نجحت، فستكون لها نتائج كارثية. وفي حين تعلم العرب والمسلمون أن يتوقعوا الأسوأ من الولايات المتحدة، فقد احتفظوا- حتى الآن على الأقل- ببعض الأمل بأن اوروبا ليست عدوتهم. وإذا تم إحباط عضوية فلسطين بسبب جبهة رفض غربية، فسيواجه العالم بصدام أصولي “الغرب ضد الباقين”، ما سيعيد ذكريات أسوأ عصور الامبريالية، ويؤكد الاعتقاد المنتشر بالفعل حاليا في العالمين العربي والإسلامي، بأن العالم اليهودي- المسيحي في حالة حرب مع العالم الإسلامي.

وبالطبع فإن بمقدور شخص واحد أن يمنع هذا السيناريو من التحقق. فهل إمكانات أصوات قليلة يحصل عليها لنفسه وأموال انتخابية لحملة منافسيه الجمهوريين أكثر أهمية بالفعل، بالنسبة لرئيس متعدد الأعراق للولايات المتحدة، من الحيلولة دون صدام طويل الأمد للحضارات، والثقافات، والأعراق والأديان- ومن التعزيز الفعلي- للتقدم نحو نحو عالم أكثر سلاما وانسجاما؟.

هذا ما سيعرفه العالم خلال الأسابيع القادمة.

About this publication