Edited by Jennifer Pietropaoli
ذكرتني الضجة التي قامت ولم تقعد بما أثير عن الادعاء بالتخطيط الإيراني لقتل السفير السعودي في واشنطن، ببيت شعر الأديب السوري (أديب إسحاق ) الذي آلمه ما حصل للشعب المصري على يد الانكليز الذي احتلوا مصر بعد أن باع إليها الخديوي إسماعيل حصة مصر من قناة السويس ( بريطانيا )، فانتهزتها الأخيرة فرصة لإرسال الجيوش من أجل حماية القناة لتتحول بعد ذلك إلى احتلال، تقتل، وتسجن، وتنفي، وتعزل، وبدل الجندي البريطاني الواحد الذي يهلك يهان العشرات فقال الشاعر السوري ( قتل أمريء في غابة جريمة لا تغتفر … وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر …)، وهكذا هو الاحتلال وأن
اختلفت الذرائع .
لا أعتقد أن إنسان سليم العقل يجد مبرراً مناسباً لقتل سفيراً يمثل مصالح دولته مهما كانت سياسة تلك، التي سوف لن تتأثر من الناحية الفعلية حتى لو قتل بدل السفير الواحد عشرة ولكن من خلال تحليلنا للأوضاع من الممكن الإشارة إلى الاحتمالات التالية : –
1- فشل ما أسمته الدول الغربية بالربيع العربي في استمالة الرأي العام العربي إلى صالح المخططات الأجنبية في هذا الاتجاه كبديل للحكام العملاء الذين تساقطوا كالورق الذابل، وكذلك إحتمال أن يمتد هذا الربيع الى محتكري الأموال وصانعوا السلاح الذي يفتك بالبشر .
2- خطف الأضواء عما يحدث في شرق السعودية والبحرين، وتحول ما تصرح به الإدارة الأمريكية عن ضرورة وضع حد للحالة السائدة في اليمن إلى مجرد صريخ .
3- استمرار القتال في ليبيا وفشل المجلس الانتقالي في تشكيل وزارته إلى الآن بعد أن كان يعد الشعب الليبي بذلك حال سقوط طرابلس واستمرار المأساة الإنسانية هناك بعد أن توقفت الخدمات وتعطلت الكهرباء وجاع الشعب كبادرة شؤم تنذر بالخطر .
4- إن كانت هناك محاولة ثابتة فليس من المستبعد أن يكون المتورطين فيها يعملون لصالح جهد مخابراتي لايعلم مصدره إلا الله سبحانه .
5- أن صح تورط إيران بذلك فعليها أن تعيد النظر بإستراتيجيتها وأن لا تقدم للآخرين ذريعة على طبقٍ من ذهب .
أن تعدد أساليب القتل التي يتعرض لها العرب وبأعداد فاقت الآلاف تجعل من أدعاء قتل السفير السعودي مجرد نقطة في بحر أخذت أكثر مما تستحق من الرأي العام مع هذه الضجة الإعلامية المفتعلة والمفبركة والتي كانت وكأنها على موعد مع إعلان الخبر .
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.