Clinton's Remarks to Burning Egypt

<--

تصريحات كلينتون لمصر المشتعلة

هكذا أصدرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون التصريح السريع ، دون روية و دون حكمة الشخصية السياسية التى كانت من المحتمل أن تكون يوماً إمرأة البيت الأبيض الأولى ، أو أول رئيس نسائى للولايات المتحدة : “عرضنا حماية المناطق الحيوية و دور العبادة بمصر” ، بمنتهى السرعة صرحت السيدة كلينتون لـ CNN مساء اليوم فور أحداث ماسبيرو ، و بعد الإعلان عن مقتل 19 جندى و إصابة أكثر من 185 بيد المتظاهرين الأقباط ضد أحداث قرية المريناب بأدفو بأسوان ، و كان نص تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون يوم الأحد 9/10/2011 هو : نحذر المجلس العسكرى فى مصر من تفاقم الأوضاع الدينية و الضغط على الأقليات المسيحية فى مصر .

ثم أضافت كلينتون : نحن نعرض على المجلس العسكرى الحماية و المساعدة بقوات أمريكية ، لحماية دور العبادة الخاصة بالأقباط و المناطق الحيوية فى مصر .

الآن نفهم أن الخطة تسير على قدم وساق ، خطة الثورة المضادة ، خطة تعاون الغرب و الصهاينة على إجهاض الثورة ، أولا يجب أن نوضح أن ديانة الأكثرية المسيحية فى الولايات المتحدة هى “البروستانت” أو “البابتيست” ، و ديانة الأكثرية المسيحية فى مصر هى “الأرثوذوكس” ، و هاتين العقيدتين متنافرتين ، لا يؤمن أحدهما بالآخر ، فلماذا كل هذه الحمية يا وزيرة الخارجية ، ولماذا هذا الاستعجال ، تصريحك المتسرع يا سيدتى لا يُبشر بخير ، و خاصةً أن مساعد وزير الخارجية لمنطقة الشرق الأدنى و هو المسئول الآن على منطقتنا السيد “جيفرى فيلتمان” ، لًوح سابقاً أن الولايات المتحدة على استعداد القدوم بقواتها إلى مصر لحماية قناة السويس ، الممر الدولى الهام !!!! .

لقد كثر اللغط فى الأيام الماضية عن أن أغلبية الشعب المصرى بعد الثورة يطالب بتعديل اتفاقية كامب ديفيد ، و بالطبع هذا المطلب لا يوافق السياسة الأمريكية فى المنطقة و بالطبع لا يُرضى حكومة نيتينياهو و لا الشارع الإسرائيلى ، و كذلك لا يُرضى ساسة الغرب ، إذن لا بد من وئد أحلام هذه الشعوب ، لا بد وقف نشوة هذه الثورة التى سرعان ما انتشرت و انتقلت عدواها إلى جيرانها ، بل امتدت إلى الولايات المتحدة نفسها و كذلك المملكة المتحدة و إسبانيا و البرتغال و اليونان ، إذن الأمر خطير ، و يجب على رجل البيت الأبيض و من يخضع له من ملوك و رؤساء عرب و غربيين أن يتبعوا أوامره و أن يخضعوا لخططه لوئد هذا المولود ، قبل أن يشتد عوده و يطالب بحقوقه كاملة ، التى سلبها أياه حكامه العملاء .

نقول لهذه السيدة : مصر و أبنائها قادرون على حمايتها دون مساعدتكم ، نعلم أن منافسة الحفاظ على الثورة من سقوطها أضحى صعباً ، ولكن الشعب المصرى صاحب عبور أكتوبر أخذ العهد على نفسه أن لا يقع مرة أخرى فى شِباك كارهيه ، و نعلم أن استقرار مصر هو استقرار الشرق الأوسط ، و نعلم أن استقرار الشرق الأوسط هو استقرار العالم ، ولكننا نريده استقراراً بأيدينا لا بإيدى غيرنا ، و من يخوننا الآن فسرعان ما سنكتشفه و سيلقى مصير المخلوع و بطانته ، اعلمى أن الشعب المصرى بل الشعب العربى قد أفاق من سباته الطويل ، ولن يبقى و لن يذر بإذن الله ، وفى النهاية تقبّلى رسالتى ” شكر الله سعيكم” .

محمد سودان

أمين العلاقات الخارجية – حزب الحرية و العدالة بالإسكندرية

About this publication