America, What if Bahrain Were North Korea?

<--

عبد المنعم ابراهيم

لا تزال المواقف المزدوجة بين أمريكا والبحرين مستمرة، ففي خبر نشر مؤخرا قالت السلطات الأمريكية ان الشرطة قامت باعتقال 85 ناشطا مناهضين لوول ستريت في أوكلاند، فيما كانت تحاول اخلاء ساحة احتلها المتظاهرون في المدينة بولاية كاليفورنيا، وان الشوارع أغلقت أمام حركة السير أثناء عملية الشرطة التي هدفت الى اجلاء المتظاهرين عن ساحة (فرانك أونماوا).. ناهيك عن اعتقال المئات من المتظاهرين ومحتلي الساحات والمتنزهات في نيويورك ومدن أخرى أمريكية، ونشاهد في نشرات الأخبار يوميا مداهمات الشرطة سواء في أمريكا أو بريطانيا أو مدن أخرى أوروبية لاخلاء الساحات التي تقام فيها احتجاجات المواطنين ضد الشركات والبنوك والأزمة الاقتصادية.

يحدث هذا في أمريكا وأوروبا ولا توجد منظمة لحقوق الانسان تحتج على الاجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات والشرطة ضد المتظاهرين، بينما نحن هنا في البحرين تعرضنا لأكبر مؤامرة لاسقاط النظام وإقامة جمهورية اسلامية ايرانية في البحرين في شهر فبراير الماضي، وحين تحركت السلطات البحرينية لايقاف هذه المؤامرة وإخلاء (الدوار) وتطهير مجمع السلمانية الطبي المحتل، وكذلك إخلاء احتلال (المرفأ المالي)، وجدنا (الإعلام الغربي) وكذلك الساسة وأعضاء الأحزاب السياسية وأعضاء في الكونجرس الأمريكي وفي الادارة الأمريكية يقفون ضد (الدولة) في البحرين، واعتبرونا (خارجين على القانون)! بينما (المجرمون) الحقيقيون صاروا في نظرهم أبرياء ومناضلين من أجل الديمقراطية!

ليس هذا فحسب، بل صارت (أمريكا) ترسل الوفود الرسمية الى البحرين لكي تتأكد من إعادة المفصولين الى أعمالهم في الشركات والوزارات التي تغيبوا عن أعمالهم فيها طوال فترة الأزمة والمؤامرة لقلب نظام الحكم في شهر فبراير الماضي!

أليس في ذلك ازدواجية في التعامل من أمريكا إزاء البحرين؟ فأنتم ترون أن من حقكم أن تحافظوا على الأمن والاستقرار في شوارع نيويورك وواشنطن وأوكلاند وسان فرانسيسكو وغيرها من المدن الأمريكية، وتسمحون لرجال الشرطة بمداهمة الميادين والساحات المحتلة، وتلقون القبض على المتظاهرين والمحتجين هناك، وتقدمونهم للمحاكمات.. بينما حينما نفعل ذلك في البحرين حفاظا على الأمن والاستقرار تعتبرون (حكومة البحرين) قمعية ودكتاتورية!

كل ما نتمناه من (أمريكا) أن تتعامل بموضوعية أكثر وحيادية أكبر إزاء الأحداث المؤلمة التي مرت بها البحرين.. وان تدرك اننا تعرضنا لمؤامرة ايرانية لقلب نظام الحكم، وان من تدافعون عنهم كانوا قفازات ايران في البحرين تحت اسم (الربيع العربي)!

كل هذا ويقولون في خطاباتهم (البحرين دولة حليفة وصديقة لأمريكا)!.. اذا كنا دولة صديقة وتفعلون بنا هكذا.. فماذا لو كانت البحرين (كوريا الشمالية)؟!