American Advice

<--

نصائــــح أميركيـــة !!

حدث وتعليق

الإثنين 7-11-2011

منــذر عيـــــد

لم تأت دعوة الخارجية الأميركية المسلحين في سورية إلى عدم تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى السلطات السورية من فراغ، فالنصيحة الأميركية تلك ليست « لوجه الله»، والإدارة الأميركية لا تقدم الدعم أياً كان شكله بالمجان، «فالسبيل» غير معروف لديهم، وهم لا يجيدون لغة سوى لغة المصالح، حتى الكلام يريدون مقابلاً وثمناً له.

لتلك الدعوة دلالات كثيرة.. فهي ردة فعل على الصفعة السورية، حيث لم يتوقعوا أن توافق دمشق على مبادرة الجامعة العربية بذاك الترحاب، فكان الجواب السوري صاعقا لهم، ناسفاً جميع خططهم التي بنوها على رد سوري مفترض رافض للمبادرة، وقاطعاً الطريق على مساعيهم لتدويل الوضع في سورية..ولإدراكهم أن الأزمة في سورية شارفت على الانتهاء اقله ميدانياً، بعدما استطاع أفراد الجيش وعناصر حفظ النظام من القضاء على غالبية عناصرهم الإجرامية على الأرض، وهم أرادوا بتلك الدعوة للقلة القليلة الباقية أن تكون عناصر شغب وإثارة للفتنة، لإظهار الأزمة على أنها ما زالت قائمة، وليكونوا حجة وذريعة لتدخلهم السافر في الشؤون الداخلية السورية.‏

النصيحة الأميركية تلك هي اعتراف فج بضلوع إدارة باراك اوباما في دعم القتل والإرهاب الذي تمارسه المجموعات المسلحة بحق المواطنين، كما تندرج في سعيها الدائم لإذكاء الأزمة الحالية، وتأجيجها ومحاولة إطالة أمدها لإيقاع اكبر قدر من الأذى في سورية، ليتسنى لها مواصلة الضغط على القرار السوري، وحرفه عن نهجه الداعم لحقوق دول المنطقة.‏

لقد استطاعت السياسة السورية بحنكتها أن تفشل المؤامرة، واستطاع الوعي الجماهيري والتفافه حول قيادته أن يقتلع الفتنة من جذورها.. ودليل ذلك ما روجوا له منذ البداية أن سورية ستسقط خلال أسابيع حسب مخططاتهم.. فكانوا واهمين.‏

ليست المرة الأولى التي تواجه فيها سورية الغطرسة والعنجهية الأميركية.. وليست أولى المحاولات الأميركية لزعزعة الوضع الداخلي فيها.. فسورية واجهت الضغط والحصار الأميركي الغربي لسنوات وانتصرت لأنها على حق، وهم على باطل، وكما واصلت مسيرتها سابقاً بعد كل محاولة للي ذراعها، فهي ماضية الآن بخطى واثقة في مشروعها الإصلاحي رغم مايضمرونه لها من شر.‏

About this publication