The War of "Shields"!

<--

يشكل الاعلان الروسي عن نشر منظومة صواريخ اسكندر على الحدود مع أوروبا خطوة جديدة في مواجهة الدرع الصاروخية الأميركية والخطط الغربية لتطويق روسيا والسيطرة على منطقة أوراسيا وتهديد الأمن القومي للاتحاد الروسي.

والخطوة الروسية بنظر معظم المراقبين تؤشر على عدم ثقة موسكو بالتعهدات الأميركية السابقة بتجميد العمل في محطات عديدة للدرع الغربية فضلاً عن عودة التفاهمات الروسية الأميركية إلى المربع الأول وذهاب بنود ستارت واحد واثنين إلى ثلاجة العلاقات بين الطرفين.‏

فالقرارات التي اتخذها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف تسمح لمنظومة اسكندر بتأمين المواجهة الفعالة لوسائل الدرع الصاروخية الأميركية ومجابهة المنظومات الهجومية الغربية وهو مايزعج السياسات الغربية بشكل كبير لما له من آثار سياسية تكبح وتلجم مخططات الامبراطورية الأميركية في مناطق قزوين والقوقاز ودول الاتحاد السوفييتي السابق التي تقوم في جوهرها على السيطرة على نفط وغاز هذه البلدان وتأمين خطوط إمداد الطاقة من قلب آسيا الى أوروبا.‏

ولعل أكثر ما يقلق واشنطن أن وقوف روسيا بوجهها يجد من يدعمه على مستوى العالم وعبر تحالف جديد بين قوى عظمى متضررة من السياسات الاميركية الاقتصادية والعسكرية وفي مقدمتها الصين التي تماهت سياساتها في الآونة الأخيرة مع موسكو وشدت من أزرها في قضايا عديدة.‏

ومثل هذا الكلام نجد تطبيقاته في قرارات منظمة «شنغهاي» للتعاون التي تضم الى جانب هذين البلدين كازاخستان وقرغيزيا وطاجكستان وأوزبكستان وكذلك في قرارات تجمع «بريكس» المماثلة والتي تضم أيضاً الى جانب موسكو وبكين البرازيل وجنوب إفريقيا والهند ، فهل تدرك أميركا أنها لم تعد القطب الأوحد الذي يقود العالم؟!‏

About this publication