Voice of the Voiceless

<--

منذ حوالي ثلاث سنوات كشفت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن إدارة الرئيس جورج بوش أغلقت ملف تحسين صورة الولايات في الخارج، وبدأت في تبني سياسة جديدة تعتمد على إبراز المسلمين في صورة المتطرفين، كمحاولة لتبرير حروبها ضد المسلمين في العالم!

هذا يعني أن أمريكا ضحت بصورتها.. في سبيل تشويه صورتنا.. معلنة حربا ضارية ضدنا.. مستهدفة فيها عقيدتنا وشريعتنا وحضارتنا.. فماذا فعلنا نحن للدخول في هذه الحرب.. وما هي أسلحتنا فيها؟!

الإجابة هنا تتلخص في أننا، منذ سنوات، بل عهود طوال، بحاجة ماسة إلى سلاح الإعلام الإسلامي، إلى صياغة منهج له، يعمل على سد الفراغ الهائل في منظومات المنهج الإسلامي، يتعانق فيه القول مع العمل، وتتلاحم فيه النظرية مع التطبيق.

(إسلام شانيل).. هي أول قناة إسلامية باللغة الإنجليزية تبث من لندن عبر الأقمار الصناعية.. تمثل المصباح الهادي للإعلام الإسلامي المستنير.. وتحظى بنسبة مشاهدة تصل إلى 59% من مسلمي بريطانيا.

هذه القناة ألقت على عاتقها تكريس مفهوم المنهج الوسطي للإسلام في أنحاء أوروبا، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، ويتم بثها مباشرة على شبكة الإنترنت والكابل إلى القارات الخمس، وشعارها (نحن صوت من لا صوت له).

إن حاجة الأمة الإسلامية إلى صوت بارز حاسم للجاليات المسلمة في جميع أنحاء العالم ملحة وشديدة، لذلك جاء مشروع (إسلام شانيل) على اعتبار أنها توصل الإسلام على حقيقته إلى غير المسلمين الذين يتطلعون أيضا إلى المعرفة عن عالمنا.

هناك تقدم ملموس فيما يتعلق بالإعلام الإسلامي، ولكن القنوات الموجهة إلى الخارج مازالت تعد على الأصابع، لذلك تبقى عاجزة كمٌّا -وأحيانا كيفًا- عن مواجهة المؤامرات التي تستهدف عالمنا، وتحاول تشويهه، وتستبيح دماءه.

يقول هيغل معظما شأن الإعلام:

(الصحيفة.. هي الصلاة العلمانية الصباحية للإنسان الحديث)!

ينطبق قوله هذا -رغم أنه حديث شخص ملحد- على كل الوسائل الإعلامية الأخرى.. التي أصبحت أخطر أسلحة العصر!

فماذا يملك عالمنا من هذه الأسلحة

About this publication