The List of U.S. Directives

<--

لائحــة «التعليمـات» الأمريكيـة

الافتتاحية

الثلاثاء 8-11-2011

بقلم رئيس التحرير عـلي قـاســم

تتدرج المواقف الأمريكية وتلحق بها الفرنسية.. حيث لائحة «التعليمات» و«النصائح» تتوالى تباعاً والتي تجاهر فيها أميركا ودون مواربة، وتصر على إدخال الجامعة العربية في «الزواريب» الجانبية، بل وجرّها إلى المتاهة التي سيكون من الصعب عليها الخروج منها..

لم يكن التحذير من تلك «الزواريب» ولا المتاهات المنصوبة مجرد استنتاج.. بل كان ينطلق من الحرص على الجامعة والعمل العربي، ونحن ندرك مسبقاً أن هناك من ينصب الكمائن السياسية.. والأفخاخ لاصطياد الجهد العربي حتى قبل أن يولد.. فكيف الحال وقد فاجأتهم النتائج..؟!‏

نعتقد وإلى حد الجزم أن النيات المبيتة تجاه الجهد العربي لم تغب يوماً.. كان الرهان في البداية على أن سورية سترفض هذا الجهد، وبعدها يتواصل السيناريو.. لكن حين تم الاتفاق.. تحركت الأطراف المراهنة على إفشاله بكل الطرق..بعضها كان واضحاً وعلنياً وتمت المجاهرة به.. وبعضها الآخر تحرك في الكواليس.. وفي الحالتين تلاقت وتقاطعت على المفترق ذاته..!!‏

المفارقة أن «المتباكين» على الحل في سورية كانوا أول من عارض الاتفاق.. و«مدعي الحرص» على حياة السوريين هم الذين يشجعون على القتل.. وهم الذين يقدمون نصائحهم بابقاء السلاح..‏

عموماً ليس اكتشافاً الحديث عن المفارقة في مشهد السياسة الدولية.. وليس جديداً القول إن الجامعة العربية أمام مفترق خطير لا يخفى على أحد وأن المتاهة التي تحضّر لها دخلت في نفق ربما كان أكثر خطورة من أي وقت مضى..‏

الحرص السوري على العمل العربي لم ينطلق فقط من الرغبة في الوصول إلى حل.. بل أيضاً كان يستهدف إنقاذ الجهد العربي وحماية العمل مما يحضّر له وعلناً..‏

ما نأمله أن يأخذ القيمون على العمل العربي هذا الأمر بعين الاعتبار.. أن تكون يقظتهم على مستوى ما يحيط به من مخاطر.. وأن يكون هناك تحمل للمسؤولية في هذه المرحلة التاريخية..‏

وما نعمل عليه أيضاً هو إعطاء العمل العربي دفعاً سياسياً يؤسس لمرحلة جديدة ينتقل فيها من ردة الفعل تجاه الحدث إلى المبادرة.. وأن تكون هذه المبادرة أرضية يمكن القياس عليها لاحقاً وأن يتم تفعيل الحل العربي على مختلف القضايا والتحديات.‏

الخشية من انزلاق العمل العربي إلى حيث يرغب المتربصون به.. لم تغب.. ولم تفارق أذهاننا.. لكننا لم نكن نرغب ولا نريد ممن هو على رأس العمل العربي أن يساهم في ذلك.. ولا أن يكون أحد الأطراف التي تجرّه إلى الوقوع في المصيدة سواء كان بحسن نية أم لا.. فالنيات لوحدها لا تكفي..!!‏

لا نعتقد أنهم لا يدركون ذلك.. ولا نتخيل أنهم لا يعرفون أين هي حدود صلاحياتهم.. وما هي مهامهم في هذه المرحلة..‏

فأمر العمليات الأمريكي الذي جاءهم واضح لا لبس فيه.. ولا غموض.. وقد حددت لهم الإدارة الأمريكية خارطة الإجراءات التي يجب أن يقدموا عليها، كما سبق لها أن حددت بدقة ما هو مطلوب من المسلحين والإرهابيين..‏

ما نتمناه وما نعمل عليه ألا تكون التعليمات الأمريكية هي الدافع وراء بعض المواقف التي صدرت عن الجامعة.‏

وهذا يقتضي في حده الأدنى توضيحاً سريعاً من الجامعة كي لا يبقى الالتباس مستمراً ومتواصلاً.. وكي لا يجري الاصطياد في الماء العكر الذي تعمل الإدارة الأمريكية على توظيفه..‏

حرصنا على العمل العربي لم يتغير.. وحرصنا على الجهد العربي لم يتبدل.. ويقيننا بقدرة العرب على اجتراح الحلول مسألة لا تقبل النقاش.. وإن كان الأمر مرهوناً بالضرورة بتوفر الإرادة وحسن النيات.. بالنسبة لنا.. نفترض حسن النيات العربية ونأمل أن يكون افتراضنا هو الحقيقة الفعلية.. وغير ذلك -لا سمح الله- ستكون له ارتدادات خطيرة ولن تقتصر على المنطقة فحسب، بل ستمتد لمسافات بعيدة..‏

قناعتنا أن العرب يدركون ذلك.. ويعرفون حدود التداعيات التي تحاول الإدارة الأمريكية أن تجرّ المنطقة إليها.. ما نحتاجه اليوم أن يعملوا وفق هذه القناعة.. وليس وفق لائحة «التعليمات» المتدرجة.. سواء بشكل مباشر أم بالوكالة.. وهنا نقطة الفصل..‏

About this publication