Obama Administration’s Mistaken Path

<--

حان وقت ان تعترف ادارة اوباما بحقيقة ان سياستها المهادنة التي تميل الى إرضاء الاسلاميين والعرب المتطرفين أفضت الى النتائج المدمرة في الشرق الاوسط.

كم هي مفارَقة انه في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس اوباما ان يصور نفسه بأنه صديق لاسرائيل وفي حين يجند اموالا من متبرعين يهود لحملته الانتخابية، تصدر عن عضوين رفيعي المستوى في فريقه آراء تثير القشعريرة تتصل بما يرتقب اسرائيل اذا فازت الادارة الحالية بولاية اخرى.

بعد ان عاد وزير الدفاع ليون بانيتا وصرح في مطلع الاسبوع ان للولايات المتحدة «التزاما لا يتضعضع بأمن اسرائيل»، صرح بفظاظة بأنه حان وقت ان تجلس اسرائيل «الى طاولة التفاوض، اللعنة». وتجاهل حقيقة انه حتى بعد تجميد البناء مدة عشرة اشهر في المستوطنات، رفض الفلسطينيون ان يشاركوا في تفاوض مباشر مع اسرائيل. وقد عاد الى الشعار الأحمق الذي يقول ان اسرائيل مسؤولية «بصورة جزئية» عن عزلتها الدبلوماسية. وطلب الى اسرائيل ان تخطو خطوات جريئة اخرى للتغلب على المواجهة مع الفلسطينيين، أي ان عليها ان تقوم في رأيه بتنازلات اخرى من طرف واحد. بل ان بانيتا طلب ان تمد اسرائيل «يدها لاعادة بناء العلاقات بمن يقاسمونها مصلحة في الاستقرار الاقليمي»، وذكر تركيا ومصر تحديدا في هذا السياق.

ونسي هنا ان يذكر جهود اسرائيل التي لا مثيل لها للحفاظ على علاقات سليمة مع مصر التي يجري عليها الآن مسار سيطرة مجموعات جهادية، وحقيقة ان تركيا اردوغان هي حليفة حماس اليوم.

وفي تلك الخطبة حذر بانيتا اسرائيل من أنها اذا عملت بصورة مستقلة في الشأن الايراني فانها ستضع الولايات المتحدة في موضع لا تُحسد عليه وتجبي ثمنا باهظا من حياة الناس وتفضي الى هرج ومرج اقتصادي عالمي. وكما لاحظ نائب مستشار الامن القومي السابق، اليوت أبرامز، خفف بانيتا من مخاوف ايران بأن أبطل في واقع الامر تصريحات الولايات المتحدة البعيدة المدى التي تقول ان «جميع الامكانات موضوعة على المائدة» لكف جماح التهديد الذري.

هذه الاشياء مهمة لفهم اوباما لأن وزير الدفاع لا تصدر عنه تصريحات كهذه بغير دعم من رئيسه. وبعد خطبة بانيتا تحدثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وانتقدت بشدة اقتراح القانون الذي يحدد التمويل الاجنبي لمنظمات غير حكومية. وفي حين أثار هذا الشأن اختلافا في اسرائيل، فان تدخل وزيرة الخارجية في نقاش عام كهذا وانتقاد حكومة حليفة أمران لم يسبق لهما مثيل. وأشد إقلاقا من ذلك ملاحظات كلينتون المتعلقة بالعدد الضئيل من الجنود الاسرائيليين الذين تم تضليلهم وأرادوا ان يقاطعوا أحداثا شاركت فيها نساء منشدات. ان هذا الشأن وكذلك صورة علاج الجيش غير المرتبة له، أقضت مضاجع اسرائيليين كثيرين. لكن لماذا تتدخل وزيرة الخارجية التي لا تقول شيئا عن حقوق النساء في العربية السعودية وفي دول عربية اخرى، في هذا الشأن؟.

ونقطة اخرى. قال سفير الولايات المتحدة اليهودي في بلجيكا، هاورد غوتمان، الذي عُين للمنصب بعد ان كان يعمل مجند اموال مركزيا لاوباما، قال في المدة الاخيرة انه «ينبغي التمييز بين معاداة السامية التقليدية التي يجب التنديد بها، وبين كراهية المسلمين لليهود التي تنبع من المواجهة المتصلة بين اسرائيل والفلسطينيين». والاشارة واضحة وهي ان معاداة السامية المسلمة هي منتوج مصاحب لعدم استعداد اسرائيل للمصالحة في الشرق الاوسط، ولهذا فانها مفهومة. وماذا يفعل اوباما؟ يدافع عن سفيره.

وتدل التصريحات على ان اسرائيل برغم انها تتمتع بعطف الرأي العام وتأييد مجلس النواب الامريكي، ما تزال تواجه ادارة امريكية معادية.

ان وقت هذه التصريحات اشكالي لأنها جاءت مزامنة لنشر نتائج الانتخابات في مصر التي صادقت على ان الاخوان المسلمين مع السلفيين الذين هم أكثر تطرفا فازوا بـ 60 في المائة من الاصوات وعبروا بذلك عن الموجة الاسلامية المتطرفة التي تغرق شمال افريقيا كله والدول العربية ايضا. لا شك في أنه حان وقت ان تعترف ادارة اوباما بحقيقة ان سياستها المهادنة أفضت الى النتائج المدمرة في الشرق الاوسط. وبدل ان يطمحوا الى تليين الاسلاميين بانتقاد اسرائيل يجب عليهم ان ينظموا أنفسهم لصراع طويل مع الاسلاميين المتطرفين الذين اعتادوا ان يؤمنوا ان أفضل الطرق لاحراز أهدافهم هي عدم المهادنة وزيادة العنف.

About this publication