American and Iranian Threats Impact Regional Stability

<--

ندما يعلن وزير الدفاع الامريكي ليئون بانيتا بان “قنبلة ذرية في يد ايران هي خط احمر بالنسبة لنا.. وانه اذا اضطررنا الى ان نهاجم ايران لمنع هذه الامكانية فسنهاجم”.. فان ذلك يعني ان المنطقة معرضة لخطر كبير يزيد من عدم استقرارها ويقوّض اسس السلام فيها.. ويحول دون تهدئة الاوضاع خاصة وان التوتر بين امريكا واسرائيل من جهة وايران من جهة اخرى تصاعد بعد التهديدات الايرانية ردا على هذه التصريحات الامريكية باغلاق مضيق هرمز الذي يصدر عن طريقه معظم نفط الخليج، فضلا عن التحدي الامريكي الذي بدا واضحا منذ يومين من ان بارجتين امريكيتين عبرتا مضيق هرمز من دون مشاكل وتهديدات القادة الامريكيين بانهم لن يسمحوا بتعطيل حركة الملاحة في المضيق لان هذا الممر الدولي يعتبر ذا حيوية للرخاء الاقليمي والعالمي وكل من يهدد بتعطيل الملاحة كما يقول المسؤولون الامريكيون “يقف خارج المجتمع الدولي”.

فهذا المضيق الدولي يعبر منه ما يوازي 40 في المائة من النفط الى العالم ولا يمكن للدول الكبرى السكوت عن اية اعمال قد تقوم بها ايران لاغلاقه جراء فرض امريكا او دول العالم عقوبات اقتصادية عليها بسبب برنامجها النووي، خاصة وان المراقبين يعتقدون ان ايران لديها ترسانة تقدر بألفي لغم بامكانها زراعتها في هذا المضيق الذي لا يزيد عرضه عن خمسين كيلو مترا قبل ان يتم التنبه الى تحركها.. وهذا سيكفي لاغلاق المضيق فعليا او على الاقل اعاقة حركة الملاحة فيه بشكل كبير.. وهذا العمل قد ترى فيه الولايات المتحدة وغيرها من الدول الاوروبية عملا حربيا واضحا قد يعرض ايران لرد فعل عسكري قوي من الولايات المتحدة وهو ما قد تدعمه العديد من الدول الخليجية.وهذه التهديدات الايرانية… وان كانت تشكل ردود فعل ايرانية تجاه ما تواجهه من تصريحات امريكية لوقف تصدير النفط الايراني الى دول العالم هي مجرد رسائل اعلامية هدفها ردع بعض الدول عن منح تأييدها لفرض عقوبات جديدة ضد ايران نتيجة برنامجها النووي المثير للجدل.. والذي ستكون له آثار كبيرة على المنطقة بشكل فاعل وملحوظ!ولعل التصريحات التي ادلى بها النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي بان فرض عقوبات على صادرات النفط الايرانية سيؤدي لوقف مرور النفط عبر مضيق هرمز تزامنت مع المناورات البحرية التي بدأتها ايران منذ الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي والتي تستمر عشرة ايام وهي بمثابة رسائل عديدة لدول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول الاوروبية فضلا عن ان هذه التصريحات جاءت بعد اسابيع من صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اشار الى ان ايران تعمل على صنع سلاح نووي ونظام لاطلاق الصواريخ وتزامن بعد بضعة ايام من الانسحاب الامريكي من العراق وانعقاد القمة الخليجية في الرياض والتي اكدت حسن نوايا المجلس تجاه ايران واستعدادها لخطو خطوتين مقابل كل خطوة تخطوها ايران.ان هذه التهديدات الامريكية والايرانية من شأنها ادخال المنطقة في “دوامة” من التصريحات وعدم الاستقرار في المنطقة وانه يمكن وقفها في المرحلة الحالية لتجنب حدوق اشعال نار جديدة في المنطقة خاصة وان ذلك من شأنه ايقاع الضرر بايران التي تصدر نفطها عبر المضيق بالاضافة الى انها تحول في حالة اغلاقه الى منع وصول 450 الف برميل من تلك الصادرات الى كل من اليونان وايطاليا واسبانيا اذا ما اتخذ الاتحاد الاوروبية قرارا بوقف استيراد النفط الايراني خاصة وان صادرات ايران النفطية تصل الى 2.4 مليون برميل يوميا.واذا كان العالم يتحدث عن سيناريوهات لضربة عسكرية امريكية تغذيها اسرائيل ضد ايران فان النفط سيكون عاملا رئيسا في لجم اندفاع الامريكيين الى القيام بهذه المغامرة العسكرية خاصة وان اغلاق المضيق سيتسبب في رفع اسعار النفط الى اكثر من 200 دولار ؛ما يضع ضغوطا اقتصادية كبيرة على الاقتصاديات العالمية وهي التي تواجه انتكاسات كبيرة بسبب ازمة الديون الامر الذي يستبعد به توجيه هذه الضربة لا سيما وان منقطة الخليج العربي تمثل اهمية كبيرة وبالغة بحكم موقعها الجيواستراتيجي الغربي الذي يربط وسط اسيا مع غربها ومع بحر العرب والمحيط الهندي وأفريقيا عبر البحر الاحمر حيث تسيطر المنطقة على محيط نفطي لا حدود له.. ويحوي حوالي 730 مليار برميل من النفط بل ان هذه الاهمية الاستراتيجية والنفطية للخليج العربي والمتمثلة بمضيق هرمز كونه يعد الباب الرئيسي الذي تخرج منه صادرات النفط الى الدول المستهلكة .. والعالم الصناعي والتي تبلغ اكثر من 17 مليون برميل يوميا.ولكون هذا المضيق يعد واحدا من اهم الممرات المائية في العالم واكثر حركة للسفن كما يقول الخبير والمحلل السياسي حسان سويلم.. فان اغلاقه قد يعطي ذريعة دولية لشن عملية عسكرية ضد ايران بواسطة الولايات المتحدة وحلفائها فضلا عن تكثيف التواجد العسكري والبحري والجوي الامريكي في المنطقة والواقع ان التحركات الامريكية في المنطقة حاليا هدفها تأمين مضيق هرمز ومنع ايران من اغلاقه بالمرحلة الاولى.. خاصة وان اغلاقه سيكون بمثابة ضربة قوية لايران وهذا قد يشكل تهديدا من الجانب الايراني ضد القوات الامريكية والبريطانية في المنطقة.فالتهديدات الامريكية والايرانية باغلاق المضيق او توجيه ضربة عسكرية لايران ستكون محفوفة بالمخاطر الاقتصادية والعسكرية وسيؤثر سلبا على الدول التي تعتمد على النفط في تسيير عجلة الصناعة بها مثل الصين واليابان وكوريا بعكس الولايات المتحدة واوروبا التي لديها احتياطي استراتيجي من النفط يكفيها لحوالي اربعة شهور.الامل كبير في وقف هذه التهديدات من كلا الجانبين لانهاء تصعيد المواجهة القائمة حاليا بين ايران والولايات المتحدة وحل الازمة الناشئة بين الجانبين بالحوار والوسائل السلمية وضرورة توقف ايران عن العمل عبر تصريحاتها بالوصول بالازمة الى حافة الهاوية الامر الذي سيؤثر على استقرار وأمن المنطقة بشكل كبير في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة.abdqaq@orange.jo

About this publication